في هذه السنوات الأخيرة دائمًا ما أتذكر فيلمًا قديمًا كنت قد رأيته وكان بعنوان "المرأة التي غلبت الشيطان"، ذلك الفيلم الذي أنتج في أوائل السبعينيات، والذي تصور فيه الكاتب توفيق الحكيم، "أدهم" حفيد إبليس وهو يبرم عقدًا مدته عشر سنوات يختم بالدم مع "شفيقة" الخادمة الدميمة جدًا، مضمونه أن يغير خلق الله لها ويحولها إلى امرأة فاتنة الجمال وتمتلك كثيرًا من الأموال، في مقابل أن تقوم بالانتحار بعد المدة المتفق عليها، ليضمن أن يقابلها في جهنم والعياذ بالله. ولكن يظهر لشفيقة بعد أن تحولت لامرأة جميلة ملاك متمثلاً في هيئة جناينى خادم لها يحاول الأخذ بيدها إلى طريق الهداية.. وبالفعل تستجيب له ويكون سببًا في هدايتها حتى أنها تطلب مطلبًا أخيرًا من الشيطان لكي يساعدها في تحقيقه، قبل انقضاء المدة بأيام وهى أداء فريضة الحج، الأمر الذي يجعله يزداد شيطنة وخروجًا عن الوعي، قبل موافقته، وتنجح في إقناعه لتذهب شفيقة إلى الحج وتعود قبل انقضاء مدة العقد بدقائق لتقوم إلى الصلاة وتقبض وهى على سجادة الصلاة، وقتها نرى الشيطان في حالة هيستريا بدون استطاعته الاقتراب منها ليقول مقولته الأخيرة، والتي معناها أنه خسر عقدًا مع امرأة ولكنه يمتلك عقودًا كثييييرة سيبرمها مع كثيرات من النساء فيما بعد.. وقتها لم نكن ندرك أن غايته يمكن أن تتحقق يوما ما، بل وعقلي الصغير وقتها أوهمنى أنه لن ينجح مع أي امرأة وستغلبه حتمًا! ولكن على الرغم من أن الفيلم ممنوع من العرض ولم يره الكثير، إلا أننى أرى أن حفيد إبليس كبر ونمى وتكاثر وأطلق أبناءه وأحفاده على كثيرات جدًا في عالمنا الآن إلا من رحم ربي ليغيرن من خلق الله لهن مستثمرات في ذلك، الطفرة الكبيرة في مجال عمليات التجميل وأدواته! نعم نراها الآن وبكثرة بل وبهوس غير طبيعي وخاصة بين نساء الوسط الفني وأحيانا رجاله، نراهم وقد مضوا وختموا بكل جوارحهم للشيطان وهم مغمضو الأعين حتى عن شروط العقد، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن المغيرات لخلق الله ملعونات، نسأل الله لهم ولنا الهداية والثبات عليها، لأن هؤلاء تناسوا تمامًا، أو ربما لا يعلمون من الأساس قول الله تعالى في أفعال الشيطان بالنساء وغيرهن: "وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا" النساء 119.