شهدت العاصمة اللبنانيةبيروت، مساء اليوم الأربعاء، مظاهرة حاشدة، شارك فيها آلاف اللبنانيين من مختلف المناطق، في إطار الحراك المدني الذي تشهده البلاد في الآونة الأخيرة، احتجاجا على "فساد المسؤولين" وتفاقم أزمة "النفايات". ولم تمنع العاصفة الرملية التي تضرب البلاد منذ أول أمس، عشرات آلاف اللبنانيين من التجمع في ساحة الشهداء وسط بيروت، رافعين الأعلام اللبنانية، ويافطات تطالب بمحاسبة المسؤولين الفاسدين، وتأمين أدنى شروط الحياة الكريمة، من كهرباء وماء وبنى تحتية، مشددين على ضرورة حل أزمة النفايات المتفاقمة منذ أكثر من شهرين، دون طرح أي حلول لها حتى اليوم. ولم تشهد المظاهرة أي توتر بين المتظاهرين والقوى الأمنية، والتي اتخذت إجراءات مشددة حول مقري الحكومة والبرلمان، في وسط العاصمة. وشاركت العديد من الوفود الشعبية في التظاهرة، قادمين من عكار وطرابلس في شمال لبنان، ومن البقاع شرقا، ومن صيدا وصور جنوبا، إضافة لهيئات التنسيق النقابية، ومشاركة عدد من رجال الدين والفنانين والإعلاميين.
وقال أحمد الهاشمي، أحد منسقي تنظيم التظاهرة، إن هذا الحراك "استمرار للتحركات السابقة التي قام بها الشارع اللبناني"، مشددا على "سلمية التحركات دائما تحت تحقيق المطالب". وقال الهاشمي للأناضول إن "المسؤولين والحكومة اللبنانية يحتقرون الشعب اللبناني، ولا يلتفتون إلى مطالبه أبدا"، معتبرا أن هذا الحراك "لابد وأن يؤدي الى ثورة ضد هذا النظام القمعي المتغطي بالطائفية"، على حد تعبيره. وكانت بيروت قد شهدت، في وقت سابق من اليوم، الجلسة الأولى من جلسات الحوار الوطني، التي دعا إليها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، رؤساء الكتل النيابية والقوى السياسية، لبحث أزمة الفراغ الرئاسي، وقانون انتخابات جديد، إضافة إلى باقي الأزمات التي تعاني منها البلاد، وأبرزها تراكم النفايات، واستمرت الجلسة أكثر من ثلاث ساعات. ويعيش لبنان فراغًا رئاسيًا منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، في 25 أيار/مايو 2014، وفشل البرلمان في 28 جلسة، من انتخاب رئيس جديد، نتيحة الخلافات السياسية. ويشهد لبنان منذ 22 آب/اغسطس الماضي تظاهرات مستمرة، أبرزها تظاهرتي 22 و29 آب/اغسطس، بدعوة من هيئات المجتمع المدني، ومن أبرز الحملات "طلعت ريحتكم" (في اشارة الى ان رائحة فساد المسؤولين السياسيين تشبه رائحة النفايات المتراكمة في الشوارع)، حيث شارك عشرات آلاف المواطنين في التظاهرات وسط بيروت، في ساحتي "الشهداء"، و"رياض الصلح"، رفضا لفساد كل القوى السياسية من دون استثناء.