بدأت في مقر مجلس النواب اللبناني ظهر اليوم الأربعاء، جلسة الحوار الوطني اللبناني الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بمشاركة رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام وقادة الكتل الرئيسية في البرلمان باستثناء حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي قاطع الحوار. وأعرب نبيه بري - بعد افتتاح جلسة الحوار بالنشيد الوطني اللبناني - عن أمله ألا تستدعي الحاجة إلى الدعوة لجولة أخرى للحوار"، مشددا على "أهمية الحوار للوصول لحل لأزمات البلاد". ويشارك في الحوار أبرز قادة الكتل النيابية والقوى السياسية من قوى 8 آذار المؤيدة للمحور الايراني – السوري و14 آذار الداعمة للثورة السورية، مع مقاطعة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بينما تغيب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري لأسباب امنية، بحسب مصادر أمنية. ويشهد لبنان منذ 22 آب/اغسطس الماضي تظاهرات مستمرة، ابرزها تظاهرتي 22 و29 آب/اغسطس بدعوة من هيئات المجتمع المدني وابرزها "طلعت ريحتكم"(في اشارة الى ان رائحة فساد المسؤولين السياسيين تشبه رائحة النفايات المتراكمة في الشوارع)، حيث شارك عشرات آلاف المواطنين في التظاهرات وسط بيروت في ساحتي "الشهداء" و"رياض الصلح" رفضا لفساد كل القوى السياسية من دون استثناء. وأدى العنف المستخدم من قبل القوى الامنية إلى وقوع عشرات الاصابات بالاضافة الى اعتقالات طالت البعض. وعقدت 27 جلسة حوار منذ انطلاق الحوار الوطني بدعوة من بري في 2006، وانقسمت الى ثلاث مراحل. وانعقدت الجلسة الاولى في البرلمان في آذار/مارس 2006 واستمرت المرحلة الاولة اربعة اشهر، ثم توقف الحوار مع حرب اسرائيل على البلاد في تموز/يوليو – آب/اغسطس 2006، قبل أن يلتئم مجددا بمسمى "هيئة الحوار الوطني" في القصر الرئاسي برئاسة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في 2008 وحتى 2014. وأبرز ما نتج عن الحوار "اعلان بعبدا" الذي ركّز على "حياد لبنان وعدم مشاركة احد الاطراف في قتال خارج البلاد"، وتعد جلسة اليوم الاولى من المرحلة الثالثة. وبقيت معظم قرارت جلسات الحوار حبرا على ورق من دون التزام كامل من قبل الاطراف بما اتفقوا عليه وهذا ما يجعل امكانية المراهنة عليها لتحقيق تغيير ضعيفا، بحسب مراقبين.