فقدنا الانتماء فى كل شىء لا أحد يذكر المعروف, ولا نتذكر سوى الإساءة وضاع كل شىء جميل وأصبحنا نتصيد الأخطاء ونعلق عليها ونغفل المضمون الحقيقى للكلام, فلقد كتب زميلنا حسام أبو العلا مقالًا هنا فى المكان ذاته يوم الأحد الماضى تحت عنوان "من غير زعل" تحدث فيه عن حازم إمام لاعب الزمالك الذى ترك الفريق بعدما تربى فيه ولم يتحمل عثرة الزمالك المادية وهو النادى الذى صنع نجوميته ولولاه ما سمع أحد عنه إذ قال الكاتب بأسلوب ساخر: "شريف مشالى وكيل أعمال حازم إمام أطلق تصريحات مستفزة عقب وصول اللاعب إلى السعودية ردًا على تهديد الزمالك بشكوى حازم إمام ل (الفيفا)، قائلا: "أنتظر الزمالك على مائدة الفيفا، وكل من له حق يحصل عليه" .. مجرد سؤال.. مين حضرتك يا عم مشالى وطلعت لنا منين كل سنة تعمل مشكلة مع لاعب مصرى وتجرجره عندك.. ارحمنا وخليك فى السعودية "تسرح بمعزتين" أحسن لك. وبعدها انهالت الاتصالات على الصحيفة مستنكرة العبارة التى قالها الكاتب وهى "تسرح بمعزتين" وتطرق الأمر إلى التهديد من قبل شقيق مشالى ونجله إلى غلق الصحيفة وكأن تهريب حازم إمام إلى السعودية وافتعال أزمة بين الزمالك والفيصلى السعودى الشقيق أمر هين وأن كلمة المعزتين سبة فى جبين مشالى ونسوا وتناسوا أن رعى الأغنام من أعظم المهن لأنها مهنة الأنبياء والرسل, وحتى لا أكون مدافعًا عن الكاتب فيما قاله لأن الأسلوب الساخر هنا ليس على الشخص "شريف مشالى" ولكن على تصرفه إذ كان يجب عليه لو كان سمسار لاعبين أو وكيل أعمال كما يدعى بأن يتبع الطرق المشروعة ويطلب اللاعب من ناديه بعيداً عن الطريقة التى أدت لهذه الأزمة المشتعلة بين اللاعب وناديه. قد يستغرب البعض لحديثى عن الانتماء فى ظل عصر الاحتراف الذى لا يعترف بالعواطف والمشاعر, ولكن هناك دائما شعرة معنوية تربط بين اللاعبين خصوصا النجوم وجماهير أنديتهم, من ينسى البرتغالى لويس فيجو نجم برشلونة الذى انتقل للغريم التقليدى ريال مدريد فى صفقة هزت الكرة الإسبانية إذ كان يمثل فيجو لجماهير برشلونة مثل أبوتريكة لجماهير الأهلى فلقبته جماهير "البارسا" بالخائن وسبته فى أول "كلاسيكو" مع الريال. وما يعنينا فى الحديث عن حازم إمام هو مستقبل هذا اللاعب الذى استبشرت به جماهير الزمالك خيرًا ليكون موهبة صاعدة مميزة، ولكنه منذ أن صعد للفريق الأول وهو يفجر المشاكل. ففقد بريقه وفشل فى حجز مكان ثابت بالتشكيلة الأساسية وضاعت موهبة على الكرة المصرية. * نخشى على المنتخب الأوليمبى من الإهمال حتى موعد أوليمبياد لندن 2012 فنحن تعودنا أن نفرح ثم ننسى الحفاظ على إنجازنا ومع النسيان يموت كل أمل نحو غد أفضل, فهل ننسى كيف أضعنا فرحة تحقيق كأس أمم إفريقيا 3 مرات بإخفاق تاريخى فى بلوغ البطولة القادمة؟ وهل ننسى كيف ضاع احتراف أكثر من لاعب مصرى رغم تألقهم فى البطولات القارية فى الوقت الذى تعاقدت فيه أشهر أندية أوروبا مع لاعبين أفارقة أقل فى المستوى؟ والسبب أن أن هؤلاء اللاعبين تحرروا من ضغوط جماهير أنديتهم وانطلقوا نحو عالم النجومية والاحتراف الأوروبى. * ليس تشاؤمًا ولا دعوة للإحباط مع المدرب الأمريكى بوب برادلى ولكن التاريخ يشهد أن منتخب مصر لم يحقق أى إنجاز قارى أو عالمى إلا مع المدرب الوطنى باستثناء بطولة أمم إفريقيا 1986 مع الإنجليزى مايكل سميث, فمع الجنرال محمود الجوهرى حقق المنتخب أمم إفريقيا 1998 ومن قبله إنجاز بلوغ مونديال 1990 بإيطاليا, أما المعلم حسن شحاتة فحقق أمم إفريقيا 3 مرات بخلاف التألق فى كأس العالم للقارات. عموما نتمنى التوفيق لبرادلى الذى سيبدأ مشوره الرسمى مع المنتخب بمباراتى إفريقيا الوسطى فى تصفيات كأس إفريقيا 2013, ذهاباً على ملعب إفريقيا الوسطى فى 29 فبراير 2012 ثم إيابًا فى الفترة من 15 إلى 17 يونيه بالقاهرة.