... بعد عامين وعدة شهور,ظهر أمام الجمهور,وراح حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني,في خطاب بالضاحية يعيد نفس الكلام الذي كنا نسيناه,ويغني على ذات اللحن الذي كنا سئمناه,ويردد نشيد:( ممانعة يا ممانعة..بشار أسد يا اللي سامعة).و أندهش جدا من هؤلاء الذين لا يزالون يرون في بشار حائط مقاومة,وجدار منع,وخندق حرب في وجه إسرائيل والولاياتالمتحدة. ويقولون إن جيش الزعيم الطائفي العلوي,جيش يعربيٌ فتيٌ أبيٌ, يعد العدة ويشد الشدة لقتال الصهاينة,وقالوا(الجمل طلع النخلة,وآدي الجمل وآدي النخلة)وها هي الجولان محتلة.يسكنها رعاع جيش الدفاع الإسرائيلي.مع أن الرصاص حي والمدافع جاهزة,والطائرات رابضة,ولكن كتيب مواصفاتها يقول: (مخصص لقتل السوريين فقط ونار عليهم ولا يستهدف الإسرائيليين وسلام لهم). أما نصر الله ,فقد جاءنا من الجنوب بنبأ كئيب اتهم فيه المجلس الوطني المعارض لبشار الأسد ومعه المعارضة السورية بأنهم يعملون لحساب أمريكا وإسرائيل، قائلا:" المطلوب في سوريا نظام استسلام عربي وتوقيع عربي على بياض لأمريكا وإسرائيل"،و مؤكدا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى لتدمير سوريا لتعويض خسائرها في المنطقة. انتهى الكلام الذي لا يستأهل تعليقا , ولم ينتهي بشار من قتل الشعب السوري,ولم ينتهي تناقض السيد العمامة الذي هلل للثورة في مصر وليبيا والبحرين واليمن ,بينما أغمض عينيه ودخل في كهف سبات عميق و قصيدة سباب غير رقيق للثورة السورية. و مشلكة حسن نصر الله معروفة,فالرجل يدافع عن ولي نعمته و وسيط سلاحه القادم من إيران.والمتهم الأول في جريمة قتل الحريري غريم نصر الله اللدود,ولو سقط بشار فالدور على نصر الله الذي سيفقد الدعم والسند ورفيق الممانعة الحنجرية و شريك الظاهرة الصوتية.ويؤسفني جدا أن أهاجم نصر الله بعد أن كنت أدعو له بالنصر في مواجهته لإسرائيل.لكن الحق أحق أن يتبع,وبشار كشارون كلاهما يقتل العرب في درعا أو في غزة,و طهران في موقفها من الثورة السورية تشبه واشنطن في دعمها لإسرائيل,والعاصمتان يخرج منهما المال والسلاح والعتاد ,بعضه لقتل الحمويين والبقية لرجم الغزاويين. إذن فمشكلة نصر الله واضحة,لكن الغريب أمر تلك الحفنة من المثقفين العرب الذين يصرون على استغبائنا,وتسويق بشار إلينا على أنه الجبل الشامخ في وجه التعنت الإسرائيلي.وأنه لو سقط بشار ,فسيكون الملعب مفتوحا للدولة العبرية,مع أن بشار لم يطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيلي واحد,حتى قبل تسع سنين لما قامت الطائرات الإسرائيلية بشن غارات قرب دمشق على مكاتب جماعة الجهاد الفلسطينية.في تحد سافر لسيادة دولة وتعد ظاهر على أراضي سوريا,لم يحرك بشار ساكنا غير اللسان,ولم نسمع صوت الحرب الذي ملأ أغنيات العرب. حقا نحن في زمن الشبيحة,والعمامات القبيحة.ولكِ الله يا شام فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا,وكل رموزنا قد اصبحوا لُعُبا. [email protected]