... وعلق العرب عضوية بلد الأسد في الجامعة,وبقيت دمشق رمزا وبقي رجالها المعلقون على أسوارها رجالي الذين أشدو بهم .و إن لم يكن بالشام خير فلا خير لكل العرب,وهذا معنى حديث صحيح لا أذكر لفظه.وكم تمنيت لو أرجأت الكتابة عن قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سورية حتى أتابع ما سيكتب المغفلون الذين صدعونا ويصدعونا بأن نظام بشار هو رمز للمانعة,وأراقب تعليقاتهم المأسوف حبرها سلفا.ولكن كما قال أديب العربية المتنبي: والهجر أقتل لي ممن أراقبه أنا الغريق فما خوفي من البللِ. شعب سورية الآن هو الغريق. فهل يخشى الغريق أن تبتل ملابسه.هل يخشى أن تفرض الأممالمتحدة حظرا فوق سمائه,هل يعبأ المقتول بيد الجيش السوري وبالرصاص الإيراني لو طارت فوق سمائه العربية طائرات تركيا أو الناتو.والله لقد صرنا في حيص بيص.بين سيف الشقيق ورصاص البعيد.ولا فرق بين الاثنين فكلاهما لا يرقبان في عربي إلاً ولا ذمة ولا رحما ولا دينا. ثمة من يرى –وقد يكون كلامه معتبرا-أن الجاري في مصر و حواليها من ربيع عربي هو مخطط غربي كبير.لإزاحة الأزمات الاقتصادية وحلحلة السوق وتشغيل المصانع,والقضاء على البطالة .كما أن هناك من يصر على العمى إذ يرى أن سقوط نظام بشار الأسد يمثل سقوط الركن الشآمي في قلعة العروبة. و أنا أرى أنه لا فرق بين نتنياهو وبشار,ولا بين عمامة سوداء تمد الجيش السوري بالسلاح,وبين صقور واشنطن الذين يساندون إسرائيل,فالنتيجة أن الرصاص من كل لون وجنس ومصنع موجهٌ إلى جسدي العربي النازف .وقل لي بربك ما الذي يستطيعه أبٌ سوري يفقد أطفاله الواحد تلو الآخر غير الترحيب بأية آلة عسكرية تقضي على المجنون الساكن دمشق,يا ناس إنهم يساقون إلى الذبح وأنتم تنظرون. على ما سبق أرى قرار الجامعة العربية أقل من المطلوب وإن كان خطوة على طريق بعث الحياة في الكيان الميت,والقرار لا يغني عن قتل,ولا يسمن في ثأر ولا يوقف شريانا ينزف,والمصيبة التي أكاد أراها هو قرار بفرض حظر جوي ,وسجود عربي بغير وضوء.تتبعه إجراءات حفظناها عن ظهر قلب ورؤيا عين في العراق وليبيا,أو الدعاء المبلول بالدمع والمشحون بغليان قدور الصدور في جوف الليل:أن ينقذ الله سورية ويقدر لها الخير,إذ الخير فيها يعني الخير لنا جميعا. يقول المذبحون في شام العرب:إننا نكره كل تدخل أجنبي ولو نملك رصاصة لأسكناها صدر أول جندي تطأ أقدامه أراضينا,ولكنا أيضا نموت كل يوم ونشنق كل يوم على حبل طويل من الغدر العربي والتلكؤ اليعربي والهوان الأعرابي,وماذا عسانا نقول أما ترقب تدخل أجنبي؟وهل مثل هذا الكلام يجوز؟لقد تعبنا وكُبِلنا دهرا بما قد يجوز وما لا يجوز.إننا في شوارع درعا وحارات دمشق و أزقة بانياس نغرق,و خيبة النخبة العربية تجرجرنا نحو الأعمق. قاتل الله الأسد الولد الجبان المسؤول عن أبعاد الكارثة,وله ولكل من يناصره أقول:لا تترك السلطة,لا تتركها يا ابن امرأة الأسد راضيا,فالذي يرضيني أن أرى سنن تعاجيب أعاجيب عجائب قدرة ربي فيك.كما قد رأيتها في القذافي يا مُبير أهلك,ولكنها ستكون بإذن الله بسيوف رجال الشام وأحفاد امية ونور الدين محمود لا بأيدي الناتو. [email protected]