... السعادة والحبور وكل مشاعر قاموس الاحتفال العربي, بقرار الجامعة العربية أمس الأول تعليق عضوية سورية في الجامعة والدعوة إلى سحب السفراء منها,هي مشاعر طبيعية أمام نظام سفاح,قلت عنه أمس إنه لا فرق بين بشار ونتنياهوو,ولا بين عمامة إيرانية سوداء تسلح جيش سورية لقتل السوريين وبين صقور واشنطن الذين يسلحون ويعلفون إسرائيل وترسانتها الحربية كل يوم.وأكرر أن الجرح إذا سال لا فرق لديه إن كانت المدية صناعة أميركية أو إيرانية أو إسرائيلية,فحجم النزيف واحد,ولكن بالطبع يعز علينا ألا ناقة لنا ولا دبابة ولا طائرة يمكن تحريكها لنصرة المستضعفين من أبناء العز بن عبد السلام و جيران طرق مرت بها حوافر خيل ابن الوليد. المشهد الحالي أنتج عندي أسئلة لا أكاد أجد لها ردا. أسئلة قد لا تراها منطقية وقد دفعت إلى ذاكرتي أيام تعذيب الشاعر الراحل عفيفي مطر بالكهرباء في محرقة لاظوغلي كما أسماها ,ولخص مشاكل ثلاثة :التحالفات العربية بأمر واشنطن,وكارثة الملوك الدُمى ,والصحافة التي امتهنت الدياثة يقول مطر في تصويره المرعب و الرائع: " واسّاقط الكفن المعقود ألوية: مجد ولا شرفُ والشعب تحت عراء العار يرتجفُ قد يسلم الترف المأبون في زمن ديّوثه الصحفُ ها أنت تحت سياط الكهرباء وبين القيد والظلمات السود تعترفُ: إن الكلاب ملوكٌ، والملوكَ دمىً والأرض تحت جيوش الروم تنجرفُ" تذكرت مطر وأنا أتساءل:هل لو أرادت الولاياتالمتحدة العدوان على أية دولة عربية فمن السهولة أن تجد لها غطاء شرعيا عربيا؟هل يمكن لدويلة لا وزن لها في معاجم البلدان أن تصبح مخبرا وجلادا بالوكالة؟هل يمكن للرياضة والإعلام أن تصنعا إمبراطورية؟هل تستطيع إمارة أن تداهن إيران وتراهن على حماس,وتنفذ تعليمات واشنطن,و تقف في أول طابور المطبعين المشتاقين على أبواب تل أبيب.كل ذلك في آن واحد؟ وهل لا يزال في سورية وجنوب لبنان و بعض النخبة المصرية من يصدق نفسه إذ يردد ويغني :"نحن غرابى عك .عكٌ إليهم مانعة/ودولة الأسد دولة ممانعة" هل يمكن للخير أن يأتي بالشر؟وهل يحمل الشر بعض الخير؟هل يمكن لفتن كقطع الليل المظلم أن تجعلنا غدا نقول إن أمس(اليوم) كان جميلا؟ هل يمكن أن تكون سلامتك الشخصية أهم من سلامة ملايين هم أساسا أمانة بين يديك؟وهل يمكن أن يكون الكرسي والمجد الذاتي أشد بريقا من كل تاريخ دمشق؟ هل يمكن أن نظل مغفلين إلى يوم الدين ولساننا دائما :بيد الناتو لا بيدي أو يد عمرو؟ هل يا قوم بيننا رجل رشيد يجيب على كل ما اقترفت يداي من تخاريف تلكمو الأسئلة غير المترابطة؟ولا تحسبوا رقصي بينكم طربا ...فالطير يرقص مذبوحا من الألمِ.و أعان الله من أعان مبتلى فأعينوا رجلا مبتلى يرحمني ويرحمكم الله. [email protected]