فجّرت صورة الطفل السوري الذي غرق قبالة سواحل تركيا صدمة إنسانية على مستوى العالم. وأظهرت صورة الطفل الذي يبلغ الثالثة من العمر ووجد ممدداً على بطنه على رمال شاطئ بودروم، جنوب غربي تركيا، صدمة حقيقية، ربما فاقت صدمة العالم بمقتل الطفل محمد الدرة. المصورة التركية، "نيلوفير دمير"، صاحبة الصورة، روت لحظة المأساة التي تجمدت أمامها، قائلة:عندما رأيت الطفل على الشاطيء أصابني الجمود، وتسمّرت في مكاني، ومع الأسف لم يعد ممكنا فعل أي شيء لمساعدة هذا الطفل، إلا التقاط الصور". وأضافت "نتنزه دائما على هذه الشواطئ منذ أشهر. لكن البارحة كان الأمر مختلفا. رأينا أولاً جثة الصبي الأصغر الهامدة، ثم جثة شقيقه. أردت عبر التقاط صورهما نقل مأساة هؤلاء الناس". وبدا الطفل الأصغر آيلان الكردي مرتدياً قميصاً أحمر وسروالاً قصيراً أزرق، ملقى على بطنه على رمال الشاطئ في بوضروم. وأضافت المصورة أن جثتي شقيقه غالب (خمس سنوات) ووالدتهما ريحانة عثر عليهما كذلك على الشاطئ ذاته. وأكدت دمير "لم أكن أتصور أن تحدث تلك الصور هذا الوقع"، موضحة أنها سبق أن التقطت صور جثث لاجئين على شواطئ تركية. من ناحيته أفاد الصحفي مصطفى عبدي من مدينة عين العرب أن العائلة كانت نزحت مرات عدة داخل سوريا وإلى تركيا هرباً من أعمال العنف قبل أن تقرر الهجرة إلى أوروبا ، وأن والد الطفل ووالدته منحدران من مدينة عين العرب، لكنهما يسكنان في دمشق منذ مدة طويلة. وأضاف أنه في 2012، غادرت العائلة دمشق حيث استقرت في مدينة حلب، شمالي سوريا ، وعند اندلاع المعارك في حلب، انتقلا مع عائلتهما إلى عين العرب فحصلت حرب أيضاً، فانتقلوا إلى تركيا. وتابع أن أفراد العائلة فروا إلى تركيا مرة ثانية، لكنهم لم يتمكنوا من إيجاد مكان في مخيمات اللجوء؛ فاستدانوا مبلغاً من المال بعدما أمضوا شهراً في بودروم، وانطلقوا إلى اليونان باحثين عن حياة أفضل. وكانت هذه العائلة تسعى للهجرة إلى كندا حيث لها أقارب، بحسب الصحافة الكندية. وأشار موقع صحيفة "اوتاوا سيتيزن" نقلاً عن احد الأقارب أن رب العائلة عبد الله الذي نجا من الغرق أكد انه يريد العودة إلى كوباني لدفن زوجته وابنيه. وانتشرت الصور الصادمة للطفلين حول العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتناقلتها الصحف الأوروبية.