زيارة مفاجئة يقوم بها القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، إلي القاهرة، تفتح الباب واسعاً أمام التنبؤ بما تحمله هذه الزيارة في طياتها، وخصوصاً في ظل الأنباء التي تواترت علي أن الهدف منها لقاء قيادات بالمخابرات العامة المصرية المسئولة عن الملف الفلسطيني. وبالتزامن مع ذلك، يقوم رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، بزيارة إلى مصر، تستغرق يومين، الأمر الذي طرح تكهنات بوجود علاقة بين زيارة دحلان للقاهرة، وزيارة "تونى بلاير" في نفس التوقيت. فى السياق، يقول الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المجلس العربي للدراسات السياسية، إن هناك أسبابًا سياسية خفية وراء زيارة "دحلان وبلير" للقاهرة، مؤكداً أن "دحلان هو قيادي فلسطيني له شعبية علي أرض الواقع سواء أختلف أو أتفق حوله". وأشار "غباشي" في تصريحات ل"المصريون"، إلي أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، فقد قيمته، على حد وصفه، ولا يوجد له مكان في المفاوضات، قائلاً: "من الصعب أن تنحاز القاهرة لدحلان على حساب عباس". وأوضح، أن العلاقة بين القاهرة وعباس، في أعمق حالتها، والدليل على ذلك أن "عباس" عرض على القاهرة الشهادة ضد مرسي في قضية التخابر، وبالتالي فإنه يتمتع بقبول لدي السيسي، ومن الصعب أن تفكر القاهرة في الاستغناء عنه، إلا إذا طلب هو ذلك وهو أمر متوقع، حيث إن هناك بعض المصادر المقربة منه، تُرجح تخليه عن المنصب بإرادته.
وتابع، سواء رحل عباس أم ظل في منصبه، فإن "دحلان" لن يكون البديل، لأن هناك اختلافات عليه وغير مرغوب فيه، مؤكداً أن العلاقات بين مصر وأبو مازن ليست متوترة، وأن الأخير يقف في جانب السيسي. يُشار إلي أن صحيفة النيوزويك الأمريكية، قد نشرت تقريرا سابقا، أكدت فيه أن الرئيس السيسي، كلف القيادي الأمني بحركة فتح، والمتهم بقضايا فساد داخل فلسطين "محمد دحلان"، بالتوسط لحل أزمة سد النهضة بين البلدان الأفريقية الثلاثة "مصر وإثيوبيا والسودان"، وذلك فى نهاية أبريل الماضي. في هذا السياق، أكد الدكتور نادر نور الدين، الخبير المائي وأستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، أن دحلان قد لعب للوساطة في الاتفاقية التى تمت مؤخراً بين القاهرة وإثيوبيا، مستنكراً في الوقت ذاته هذا الفعل، قائلاً "نتوقع أن تقوم السعودية أو الإمارات بدور الوساطة وإنما محمد دحلان !! فهذا فعل مستغرب وخصوصًا أن دحلان ليس قياديًا مسئولا وإنما مفصول وهو رجل مخابرات سابق". من جانبه، قال الدكتور أسامة شعت، المحلل السياسي المختص بالشأن الفلسطيني، إن محمد دحلان تربطه علاقات قوية برجال المخابرات العامة، وأنه دائم التردد علي مصر، ولكن "لاتربطه أي علاقات رسمية بالنظام المصري".
وأوضح، شعت، في تصريحات ل "المصريون"، أن دحلان موجود في القاهرة بشكل غير رسمي، وأنه لن يكون خليفة لعباس بأي حال من الأحول، لأنه في 15 سبتمبر القادم ستتم إعادة انتخاب منظمة التحرير الفلسطينية والهيئة التنفيذية من خلال 13 فصيلاً سياسياً بخلاف حماس والجهاد. وفيما يخص اشتراك "دحلان" في قضية سد النهضة، قال "شعت": استفسرت من رجال كبار في الحكومة الفلسطينية ومنهم السفير الفلسطيني في مصر واستنكر الجميع وجود "دحلان" في مفاوضات سد النهضة، وقالوا لي إن "هذه الأخبار كاذبة لأن مصر برجالها قادرين علي حل أزمة سد النهضة دون تدخل أحد".