شن الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك هجوما لاذعا على منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول", على خلفية قيامها بما سماه اعتقال الأبرياء, الذين فروا من "إرهاب الديكتاتوريات العربية", على حد قوله. وأضاف فيسك في مقال نشرته له صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في 27 أغسطس أن "الإنتربول" كانت واجهة التصدي للجريمة العالمية, إلا أنها تحولت لاعتقال الأبرياء نيابة عمن سماهم "الطغاة في الشرق الأوسط". وأشار فيسك إلى قيام الشرطة الإيطالية قبل أيام, بناء على مذكرة من الإنتربول, بإلقاء القبض على الناشط الجزائري رشيد مسلي، المدير القانوني الجزائري لمنظمة الكرامة، وهي منظمة غير حكومية تبحث في انتهاكات حقوق الإنسان في العالم العربي, ومقرها سويسرا. وتابع أنه تم إلقاء القبض على الناشط الجزائري بينما كان مسافرا مع أسرته لقضاء عطلة الأسبوع, بناء على مذكرة توقيف أصدرتها الحكومة الجزائرية عام 2002 بدعوى انتمائه لجماعة إرهابية تعمل خارج الجزائر. واستطرد فيسك, ساخرا "يبدو أن لا أحد في الإنتربول يعلم أن النظام العسكري في الجزائر كان يشن حربا ضروسا ضد المعارضين منذ بداية التسعينيات ولأكثر من عشر سنوات, بعد إلغاء الجيش الجزائري الانتخابات, التي فاز فيها الإسلاميون". وأشار الكاتب البريطاني أيضا إلى واقعة إلقاء القبض على الإعلامي بقناة "الجزيرة" أحمد منصور في ألمانيا, بناء على مذكرة توقيف أصدرتها السلطات المصرية, التي قال إنها أصدرت أحكاما بالإعدام على مئات المعارضين, بما ذلك "الرئيس المنتخب محمد مرسي", حسب تعبيره. وكانت السلطات الألمانية احتجزت أحمد منصور, مقدم البرامج في قناة "الجزيرة", في مطار برلين مساء السبت 20 يونيو الماضي, بينما كان يستعد لمغادرة ألمانيا، وذلك بناء على مذكرة توقيف مصرية. ومثل منصور أمام قاضي تحقيق ألماني في 21 يونيو، ثم نُقل إلى سجن في برلين, ريثما يبت الادعاء العام في أمر احتجازه. وأفرجت السلطات الألمانية في 22 يونيو عن أحمد منصور , بعد يومين من احتجازه. وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ذكرت أن المؤشرات في مصر, ترجح أنها تسير باتجاه تكرار السيناريو الدموي, الذي شهدته الجزائر في التسعينيات, محذرة من أن الإقدام على إعدام الرئيس المعزول محمد مرسي سيسرع من وتيرة هذا الأمر الكارثي, على حد قولها. وأضافت المجلة في تقرير لها في 30 يوليو الماضي أن "ما حدث في مصر من الإطاحة بالإخوان من السلطة وتصنيفهم جماعة إرهابية, وقتل المئات منهم, يشبه ما حدث في الجزائر في التسعينيات, عندما نجحت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالانتخابات البرلمانية, إلا أنه ألغيت الانتخابات بعد الجولة الأولى, وتدخل الجيش للسيطرة على البلاد، وتم حظر الجبهة الإسلامية للإنقاذ واعتقل الآلاف من أعضائها، وسرعان ما نشب الصراع المسلح الدامي بين الدولة وجماعات إسلامية مسلحة, الذي أودى بحياة عشرات الآلاف. وتابعت "الجزائر اختارت نهج المصالحة بعد تجربتها المريرة, إلا أن الأمور في مصر تبدو أنها تسير عكس هذا النهج", محذرة من أن الإصرار على "القمع", وغلق باب المصالحة مع "الإخوان", سيعرضها لمسار خطير للغاية, حسب تعبيرها. وأشارت المجلة إلى أن التوقعات بشأن مصر قاتمة للغاية, مرجحة أن يجذب تنظيم "داعش" العديد من الشباب الذين يعانون مما سمته "القمع والعنف"، وهو ما يزيد المشهد تعقيدا.