عرفت روسيا القيمة المصرية وحاجتها في وضع قدمها في الشرق الأوسط وكانت من أكثر الداعمين لثورة 30 يونيو التي كانت شعلة الإطاحة بجماعة الإخوان وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، فلم تكن إلا خلف مصر في كل خطوة تخطوها بل وداعمةً لها، وتؤمن بدور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي ظهر جليًا بحفوتها به خلال زيارته لها حتى منذ أن كان وزيرًا للدفاع، ويرى البلدان مدى التقارب والتفاهم حتى في مواجهة التحديات التي تمر على بلدان العالم أجمع في الوقت الراهن. فما بين معرفة البلدين أهمية التقارب والمصالح التي تربطهما، بقى الأمر الأهم هو تغيير مصر مسارها واعتمادها على مصدر واحد، بل زادت مصادر التعاون بينها وبين عدة دول أهمها روسيا والصين، وزيارة السيسي لروسيا اليوم، تعد الزيارة الثالثة له كرئيس والرابعة للسيسي كشخص. زيارة ذات طابع خاص يبدأ اليوم الرئيس السيسي زيارته لروسيا، تأتي تلك الزيارة لتكون الثالثة له واعتبر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف أن هذه الزيارة تعكس الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً، حيث ستتيح الزيارة الفرصة لتعزيز التعاون مع روسيا في مختلف المجالات لا سيما على الصعيد الاقتصادي، أخذاً في الاعتبار أن روسيا تعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر. وتشمل الزيارة أن يزور الرئيس البرلمان الروسي «الدوما»، حيث يعقد لقاء مع رئيس البرلمان «سيرجيه نارشكين»، يعقبه اجتماعُ موسع بحضور وفدي البلدين، وغدًا يجتمع بوزير الصناعة والتجارة الروسي «دينيس مانتوروف»، ورئيس صندوق الاستثمار الروسي المباشر «كيريل ديمترييف»؛ لبحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وكذا زيادة الاستثمارات الروسية في مصر. وفي اليوم الثاني لزيارته لروسيا يعقد الرئيس السيسي لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويعقبه غداء عمل موسع بحضور وفدي البلدين يقيمه الرئيس الروسي؛ تكريماً للرئيس بمقر الكرملين، وسيبحث الجانبين سبل تعزيز العلاقات وجذب المزيد من الاستثمارات الروسية إلى مصر. عودة حميدة بعد جفاء كانت الزيارة الرئاسية الأولى والتي أبرزت تلاشي الجفاء الذي ساد العلاقة في الفترات الماضية وجاءت تلك الزيارة بعد فوز السيسي بانتخابات رئاسة الجمهورية، تحديدًا بعد شهرين من توليه، وعززت العلاقات السياسية بين البلدين، حيث عكست حرص البلدين على تبادل الدعم السياسي على المستوى الإقليمي والدولي في ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من الاستقرار السياسي وتهديد الأمن القومي، وأسس مشاركتهما في مواجهة الإرهاب. وعمل الجانبان في تلك الزيارة على تحقيق مصلحة مشتركة في دعم النمو الاقتصادي، واتفقا على أن تقوية الوضع الاقتصادي مهم جدًا لخدمة الأمن القومي، فضلاً عن تعزيز التعاون العسكري والأمني. وأولت روسيا اهتمامًا خاصًا للزيارة الأمر الذي ظهر في استقبالها للرئيس السيسي في «سوتشي» ومراسم الاستقبال الدالة على مكانة العلاقة الوطيدة بمصر، بالإضافة إلى أن تلك القمة بحث الجانبان فيها الأوضاع الإقليمية والدولية، فضلاً عن تأكيد روسيا دعمها لمصر في حربها ضد الإرهاب. واقتصاديًا، اتفق البلدان على زيادة روسيا لحجم صادراتها من الحبوب إلى مصر بأكثر من 60 % وأن ترفع مصر حجم صادراتها الزراعية إلى روسيا بنسبة 30%، وإقامة المنطقة الصناعية الروسية فى مصر في محور تنمية قناة السويس وإقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوراسى، والتأكيد على أهمية السياحة الروسية إلى مصر وعمل البلدان على تشجيعها. احتفالات النصر «نعرف أنكم تواجهون مهام هائلة وسوف نبذل ما بوسعنا حتى يخدم عملنا المشترك روسيا ومصر على حد سواء» كانت هذه كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين استقبل الرئيس السيسي، في احتفالات ذكرى أعياد النصر الروسية. جاءت تلك الزيارة بدعوة من «بوتين» للسيسي وأكد الأخير حرصه على العلاقات مع روسيا وضرورة تعزيزها، وشملت عقد جلسة مباحثات بين الرئيسين لمناقشة توقيع عدد من الاتفاقيات، بعضها يتعلق بإدارة وتدريب مصريين على إطلاق قمر صناعي جديد، هو الثاني في تاريخ التعاقدات بين الدولتين في مجال تكنولوجيا الفضاء. «المشير» في روسيا للمرة الأولى كانت زيارة السيسي الأولى إلى روسيا قبل توليه منصب وزير الدفاع، بدون ارتداء الزي العسكري، وارتدى البدلة المدنية والذي وصف أنه من البروتوكول ورافقه وزير الخارجية، نبيل فهمي، في ذلك الوقت. وعقدت المباحثات السياسية بصيغة «2+2»، وأوضحت وزارة الخارجية آنذاك، أن ذلك يجعل مصر هى الدولة العربية الوحيدة التي تبنت موسكو معها هذه الصيغة التي تتبناها روسيا مع خمس دول أخرى هي الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة واليابان، بما يدلل على إقرار روسيا بالأهمية الاستراتيجية التي تحظى بها مصر في سياستها الخارجية. وهادى بوتين السيسي «جاكيت» يحمل علامة النجمة، قال عنه مسئولون مصريون إنه من أعلى الأوسمة في روسيا.