لعلك سألت نفسك عزيزي القارئ يومًا هذا السؤال وهو لماذا لم يؤذن الرسول أو لماذا لم نسمع في كتب السيرة أو الفقه النبوي أو غيرها من كتب التراث الإسلامية ما ورد عن أن الرسول إذن يوما طيلة حياته؟ والحقيقة تتمثل هنا في أنه تعددت الأقاويل فى السبب الرئيس الذى جعل النبى صلى الله عليه وسلم لم يؤذن طوال حياته وتباينت اجتهادات الفقهاء والعلماء فى هذا الصدد. فمنهم من رأى أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يؤذن لأن تشريع الأذان لم ينزل عليه. ومنهم من رأى أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يؤذن لأنه منشغل بأمور الدعوة واستقبال الوفود. وآخرون رأوا أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يؤذن لأن الأذان قد نزل عليه برؤية أن يأمر سيدنا بلال بن رباح بالأذان فظل الأذان لبلال حتى وفاته. ومن رأى أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يؤذن لأنه لو أذن ولم يأت مسلماً للصلاة فهو لم يلب نداء الله بصوت رسوله وهذا ذنب عظيم.