هل يقتصر "حرامية" عهد مبارك على رجال الأعمال الفاسدين؟! الكل استسلم لهذا "الافتراض".. بل إن "حرامية" الإعلام تكلموا عن رجال مبارك "اللصوص" متشحين بوشاح "الشرف".. فيما كانوا بالتوازى تنتفخ جيوبهم وكروشهم وحساباتهم البنكية بالملايين فى واحدة من أغرب قصص "غسيل الأموال" فى العالم. اليوم على "العشوائيات" الفضائية، الكثير من "نجوم" صنعتهم تراخيص مباحث أمن الدولة المنحل.. وتحولوا من سكان العشش ومدن الصفيح والأحياء الأشد فقرًا فى القاهرة.. ليمسوا من أصحاب الفيلل والقصور المخملية فى منتجعات النخبة الطفيلية الجديدة.. لا يعرف أحد من أين جاء هذا "النبت الشيطانى" مفاجئا الجميع.. رغم أن السيرة الذاتية لهم جميعا معروفة ومحفوظة فى أرشيف الصحفيين! استمعت لأحدهم فى مقطع يوتيوب نشره موقع إلكترونى لصحيفة حزبية كبيرة، يوم أمس الأول، وهو يشتم الشعب المصرى ويصفه بأنه "أهبل"!! خيل إلى أن الصحفى الذى "خُلّق" دخل "حضانات" صفوت الشريف، وأجر قلمه وصحيفته لكل من دفع له أكثر.. كان جادا فى وصفه المهين للشعب المصرى، ويعتقد بأنه لولا هذا الشعب "الأهبل" على حد وصفه ما كان اليوم من أثرياء المعارضة وواحدًا من أكبر سماسرة الفضائيات والصحف فى مصر، والتى درت عليه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. أثرياء الإعلام اليوم.. هم من فصيلة الشلل الفاسدة، التى ورثها المجتمع المصرى من "تركة" مبارك وعائلته.. والمدهش حقا أن يتكلم الناس عن رجال الأعمال الذين ارتبطوا بعلاقات بيزنس وعمولات مع عائلة الرئيس السابق، ولا يتحدثون عن هذه الظاهرة الغريبة، والتى لا يوجد شبيه لها فى أى مكان فى العالم. هذه الملايين التى تدفع لصحفيين محدودى الكفاءة والموهبة، نظير برامج بالغة التفاهة وكلها استنساخ وصور شف من بعضها البعض، باتت مسألة مثيرة للتساؤل.. فيما بات تحولهم إلى مجموعات ضغط تؤثر فى صناعة القرار الرسمى، هو المنحى الأخطر فى المشهد المصرى إجمالا.. لأنها فى النهاية تقدم خطابا إعلاميا حاملا لفحوى وأهداف "الممول".. فيما يظل الأخير من "الشبحية" و"الغموض" ما يحملنا على الاعتقاد بأنها جزء من اللعبة الأمنية الإقليمية فى الملعب المصرى الذى بات مستباحًا للجميع. كثير من مظاهر الفوضى.. ومنها تلك الظاهرة، يعلق البعض آمالا كبيرة على مرحلة ما بعد الانتخابات وإعادة بناء مؤسسات الدولة الدستورية والديمقراطية، وعلى "دولة القانون" المأمولة كنتيجة طبيعية لما قبلها، لتضع حدًا لها قبل أن تنجح فى أن تُمسك بناصية البلاد وتسوقها "مغيبة" نحو اللبننة. [email protected]