رحلت البسمة الفريدة وعروس اعتصام رابعة، فلقيت ربها ضاحكة مستبشرة وهي لم تتجاوز السابعة عشر عامًا برصاصة الغدر التي اخترقت صدرها لتسقط على أثرها أرضًا، إنها أسماء محمد البلتاجي، ابنة القيادي الإخواني محمد البلتاجي، ولدت في 3 يناير 1996 واستشهدت في يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 أثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بمصر وهي تبلغ من العمر 17 عامًا. تعتبر أسماء الابنة الوحيدة لمحمد البلتاجي ولها 4 من الأشقاء، كانت تدرس في الصف الثالث الثانوي علمي لحظة وفاتها وذكرت أنها تحلم بدخول كلية الطب والالتحاق بنشاطات الإغاثة العالمية. تعد أسماء أشهر شهيدة للحرية في العالم، فقد كُتب اسمها على الكثير من متاحف العالم وشيدت حدائق وشوارع لتخليد ذكراها على مر التاريخ لتتذكرها الأجيال القادمة على مر العصور. شاركت أسماء في ثورة 25 يناير، كما شاركت أيضًا في أحداث شارع محمد محمود، رغم أن جماعة الإخوان رفضت المشاركة في تلك الأحداث ووصفت من شاركوا فيها ب"البلطجية". لم تشارك أسماء في بداية اعتصام رابعة العدوية، لكنها شاركت فيه عقب عزل محمد مرسي، وكان آخر ما كتبته عبر صفحتها علي فيس بوك: "هم بَيَتونا بالوتير هجدًا، وقتلونا ركعًا وسجدًا، وهم أذل وأقل عددا، فادع عباد الله يأتوا مددًا.. في فيلق كالبحر يجري مزيدًا". تروي إحدى المشاركات في اعتصام رابعة العدوية، أنها شاهدت أسماء قبل ساعة من مقتلها، أثناء فض الاعتصام في 14أغسطس 2013، وأنها كانت تقوم لمتابعة الجرحى وإسعاف المصابين. تمت الصلاة عليها في مسجد السلام بمدينة نصر بالقاهرة وسط مشاركة المئات في جنازتها، وأمَّ المصلين أخوها الأكبر عمار البلتاجي ولم يتمكن أبوها من حضور الجنازة، لكن كتب في صفحته على موقع "فيسبوك" رسالة رثى فيها ابنته. وكتبت السيدة سناء عبدالجواد، زوجة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، المعتقل محمد البلتاجي، ووالدة شهيدة مذبحة رابعة العدوية، أسماء البلتاجي، رسالة لابنتها الراحلة، نشرتها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قالت فيها: "عامان مضيا على فراقك يا أسماء والقلب ينزف عليك شوقًا عامان مضيا على جريمة بحق الإنسانية مجزرة رابعة". وأضافت أم الشهيدة وزوجة المعتقل: "ابنتي الحبيبة والوحيدة، وقرة عيني وزهرتي الجميلة، عشتِ حياة حافلة بالرغم من قصرها أعمالها كثيرة، اغتالتك يد آثمة غادرة ظالمة لكنها لم تكن النهاية يا أسماء، بل بداية لحياة جديدة في الفردوس الأعلى، خلدت ذكراك في كل العالم".
وتابعت موجهة حديثها إلى من قتلوا أسماء: "ماذا ستفعلون مع جيل مثل أسماء البلتاجي وقف أمامكم في تحدٍ وقوة لاسترداد حريته وكرامته؟ رحلت يا أسماء من أرض الظلم والطغيان إلى جوار رب رحمن.. هنيئًا لك". واستطردت: "قد علم الله يا أسماء مدى صدقك وحبك للشهادة فأعطاها الله لك في هذه السن اذكرينا يا أسماء عند ربك، ثم أخبرينا يا أسماء هل رضي الله عنا، هل رضي الله عن أسرتنا؟ وكم بقي يا أسماء من الأثمان يجب أن ندفعها، لكي يتحقق لنا ما نريد؟".. كتبت أم الشهيدة وزوجة المعتقل. وأضافت: "إن الرصاصة التي اخترقت صدرك وقتلتِ بها، هي في صدري أنا، تؤلمني حتى يتم لنا قصاص عادل، يشفي صدورنا من القوم الظالمين.. سنظل على عهدك يا أسماء حتى إعلاء ديننا، وتحرير أوطاننا، وحق شهدائنا وخروج معتقلينا، وقصاص عادل من كل قتلة شهدائنا". واختتمت رسالة الرثاء قائلة: "اللهم أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الظالمين.. قريبًا يا أسماء سنلتقي".