أنا وزوجى متابعين لكل ماتكتبيه أستاذة أميمة.. سافر زوجى إلى الغربة وأنا فى بيت أبى، تحملت زوجى أكثر من عامين وأنا الأن حامل ولدى طفلة مدركة لكل الأحداث حيث ذل وإهانة وأبشع ألفاظ أثناء العصبية وضرب وسحل وكسر ظهرى وأنا معه فى الغربة كل ذلك لأسباب أتفه من الخيال بسبب لمبة مضاءة ونسيتها وما شابه ذلك، وأنا فتاة جامعية متفوقة فى دراستى والآن أعمل وأهلى اناس محترمون يقومون معه بكل واجب وأكثر، كنت أخفى عن أهلى كل شئ إلى أن فاض بى الكيل وقام بضربى بطريقة مبرحة وقال لى ليس لديك كرامة ولا أهل كل ما يضايقنى يفعله، الآن أنا ذهبت عند أهلى وأريد الطلاق منه وفى نفس الوقت مازلت أحبه وأعرف أنه يريد أن يتزوج مسيار بالبلدة التى هو بها، ودائما يقارن بينى وبين زوجة أخوه وبين كل نساء العالم.. مشكلتى هى أننى أريد إفاقة قوية كى انهييه من قلبى علما بأن الطلاق سيتم فى عيد الأضحى فبماذا تنصحيننى؟!
(الرد) أختى..أتمنى أن تعي كلامي جيدا وأن تفهمين مغزي معانيه التي سوف أهديها إليكِ.. حبيبتى كل إنسان منا له طباعه وصفاته التى اكتسبها منذ نشئته وغيرها التي تكون متأصلة فيه جينيا، وهى التي يصعب كثيرا تغييرها بعد عدد من سنوات عمره الطويل، كذلك هو حال الأزواج، فقد تجدين الرجل الذي يستطيع أن يتمالك أعصابه وقت الغضب ويحسب لكل تصرفاته، في حين أنك ترين من هو على النقيض تماما منه في سلوكياته عموما.. وعلى كل زوج وزوجة أن يراعي ذلك في الأخر وأن تكون هناك محاولات من كل منهما منذ بداية زواجهما، لمحاولة تغيير الصفات السيئة أو الغير مستحبة من الطرف الآخر قدر إمكانه بإسلوب طيب وبلفتات لطيفة لا بالعنف والعناد والمكابرة! أما إن لم يفلح أحدهما في تغيير بعض السلوك المتأصله في شريك حياته فعليه ومن الضرورة أن يبدأ في أقلمة نفسه نفسيا ومعاشيا على تلك الصفات الغير مريحة بالنسبة له طالما لم تمس الدين ولا الأسس الجوهرية في العلاقات! وذلك حتى لا يرهق نفسيا منه ويظل يحيا في صراع معه وربما انتهت العلاقة بشكل غير مستحب لا قدر الله.. هكذا أيضا هو حال زوجك أخيتى، نعم فإن به عيوبا ليست بالهينة، وأولها أنه لا يتمالك نفسه عند الغضب وأهمها وأكثرها سوء هو أنه من الرجال الذين يهينون زوجاتهم ويتطاولون عليهن بالضرب المؤذي والعياذ بالله.. ولكن أين دورك أنت هنا؟ هل فكرت يوما أن تتحاورين معه بهدوء وبشيء من الإقناع بأنك تستائين من معاملته ومن طباعه؟ هل أبلغتيه بشكل عملي ثم من خلال الحديث المتكرر أنك تحبينه كثيرا وتتمني أنك تعيشين معه كل عمرك ولكنه سيخسر من رصيد ذلك الحب في كل مرة تمتد يداه عليك ليضربك؟ والسؤال الأهم ..هلا مسكتِ عليك لسانك عند غضبه ولم تستفزينه بكلامك وردك عليه بإسلوب غير لائق يجعله يشتاط غضبا ولا يشعر بنفسه وهو يسبك ويضربك؟ أسئلة كثيرة لابد وأن تسأليها لنفسك على انفراد وأن تجاوبين عليها بعد ذلك بشكل عملي تغيرين به من أسلوبك وحديثك معه وأسلوب الرد عليه والوقت المناسب للرد على كلامه أو فتح حوار معه عندما تريدين توصيل رأيك إليه.. حبيبتى زوجك عصبي وأنت تعلمين ذلك، ولابد وأن تكونى حفظتِ سلوكياته واعتادتِ عليها بعد هذه السنوات من العشرة، فلابد وأن تتدربي جيدا وبمنتهي الذكاء على كيفية عدم استفزازه، وألا تقفين أمامه وقت غضبه، وأن تتوقفين تمامااااا عن الكلمات الجارحة بالنسبة له وخاصة المتعلقة بأهلك وبمستوى تعليمك ومكانتك العملية، فربما بعض كلماتك تستفزه وتؤذيه نفسيا، غاليتى فكرى جيدا، انت الأن زوجة وأم ومسئولة، والحياة الزوجية ليست لعبة ولا مرفهة وسهلة، فالجميع يعانى، وقرار الطلاق ليس صائبا هنا على الإطلاق، والزوجة الذكية هى التي تستطيع أن تعادل كفتى ميزان حياتها الزوجية، وأن تري الإيجابيات والميزات الجميلة في زوجها وأن تتغاضي عن سلبياته ولا تبرزها ولا تعطي له الفرصة لإهانتها أبدا، بامتصاص غضبه وبعد أن يهدأ تتحاورين معه بهدوء وقتها حتما وبعون الله ستأخذين حقك منه بمنتهي الحب والمودة، ووقتها أيضا لن يقارن بينك وبين أى امرأة أخري حينما يشعر معك بالحب والاحتواء والطيبة والتحمل، ودليل كلامى هو حبك له، وترددك في الانفصال عنه وهذا يؤكد لك أن زوجك غاليتى يمتلك أيضا صفات طيبة وكثيرة جعلتك تحبينه لهذه الدرجة، كما أنك بالصبر والاحتساب لله تعالى والدعاء له بالهداية سترين تغييرا كبيرا إن شاء الله للأفضل مع فوزك بالثواب والأجر الكبير من الله.. رجائي حبيبتى ألا تعطي للشيطان والعياذ بالله الفرصة للتفرقة بينكما وتشتيت ابنتك والطفل الذي تنتظرونه، والذي سيكون بإذن الله سببا في الاصلاح بينكما وزيادة القرب والمودة وسيكون قدومه سعدا عليكم جميعا إن شاء الله.. *وبما أنك تؤكدين لي أنه من متابعي الباب، إذا فاليسمح لي زوجك بهمسة .. عزيزى، زوجتك تحبك، وربما لم تستطيع التعبير لك عن ذلك الحب، فعلمها أنت، أنت الرجل والقوام، ولولا أنها تحبك فعلا ما كانت راسلتنى! ورجائي ألا تتهور عليها بالضرب والإيذاء، وأتمنى أن تتحملها في ظروفها وقت الحمل في هذا الجو المتأجج بدرجات الحرارة المرتفعة، فكان الله بعونها هذه الأيام، إتقِ الله في قارورتك حبيبتك أم أبنائك وقرة عينك، ولتتخذ من رسولنا الحبيب قدوة في التعامل مع زوجاته، وأنه صلوات الله وسلامه عليه استوصي الرجال بالنساء خيرا، فما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم..هي ليس لها غيرك بعد الله وأنت كذلك، فبالله عليك أن تكظم غيظك ولا تؤذيها بلسانك و لا بيديك احتسابا لله وحده. ..................................................................... للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد [*] عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. مع رجاء خاص للسادة أصحاب المشاكل بالاختصار وعدم التطويل.. وفضلا..أى رسالة يشترط فيها الرد فقط عبر البريد الإلكتروني فلن ينظر إليها..فالباب هنا لا ينشر اسم صاحب المشكلة، ونشرها يسمح بمشاركات القراء بأرائهم القيمة، بالإضافة إلي أن الجميع يستفيد منها كتجربة فيشارك صاحبها في ثواب التناصح. ............................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.