فى مقالى بالأمس انتقدت الأرقام التى نشرتها صحيفة الأهرام فى صفحتها الثانية منذ أيام حول أداء الإعلام المصرى فى النصف الأول من العام الحالي 2015 , من خلال التقرير الذى أعدته جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء , والذى زعم أن إعلانات التليفزيون احتلت المركز الأول فى قائمة الإنفاق الإعلانى بالسوق المحلية للمرة الأولى وتجاوزت قيمة الإعلانات التليفزيونية 305 ملايين دولار واستحوذ ماسبيرو على نحو 45 % من اجمالى إعلانات السوق المصرية في النصف الأول من العام الحالى . وكشفت أن معنى هذه الأرقام أن دخل ماسبيرو من الإعلانات وحدها بلغ مليار و74 مليون جنيه خلال 6 أشهر أى أنه فى كل دقيقة تدخل خزينة الإتحاد أكثر من 4 آلاف جنيه من حصيلة الإعلانات . من ناحية آخرى أؤكد أنه من الخطأ اعتبار البعض زيادة نسب الإعلانات التي حققها القطاع الاقتصادي ووكالة صوت القاهرة يوم حفل افتتاح القناة الجديدة دليل واضح على تغير الأمور للأفضل وذلك لعدة أسباب أهمها أن حفل افتتاح قناة السويس حدث عالمى نادر ولا يتكرر كثيرا , كما أن التليفزيون المصرى قد حصل على حق نقله حصرياً على الهواء مباشرة وبالتالى كان من الطبيعى أن تكون هناك زيادة فى الإعلانات خلال هذا اليوم رغم أن قطاع الأخبار فشل فى تغطية هذه المناسبة بالشكل اللائق بسبب الأخطاء التى سبق أن كشفنا عنها فى نفس هذا المكان خلال الأيام الماضية . وهنا نسأل : لو كانت أرقام هذا التقرير صحيحة والتى زعمت أن دخل ماسبيرو اليومى من الإعلانات يبلغ 5 ملايين و970 ألفا , فلماذا هلل عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومعه صفاء حجازى رئيسة قطاع الأخبار وأعلنا ان حصيلة ماسبيرو فى هذا اليوم بلغت 3 ملايين جنيه وهو ما يساوى نصف الحصيلة اليومية المعتادة – وقا لما جاء فى التقرير ؟!!! . وفى هذا السياق أطرح مجموعة من التساؤلات : من أين جاء الذين أعدوا هذا التقرير بتلك الأرقام المغلوطة ؟ وكيف يتم نشرها بهذه الصورة فى جريدة الأهرام ذات التاريخ العريق والذى يمتد لأكثر من 140 عاماً ؟ وهل كان الهدف من نشر تلك الأرقام فى هذا التوقيت - والذى تتردد فيه بكثرة أنباء عن التغييرات المرتقبة فى ماسبيرو - الدعاية و دعم ومساندة بعض قيادات ماسبيرو الحالية سواء فى معركتهم للبقاء فى مناصبهم مثل عصام الأمير أو الحالمون ب (كرسى العرش ) فى ماسبيرو مثل مجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون وصفاء حجازى رئيس قطاع الأخبار وحسين زين رئيس قطاع القنوات المتخصصة ؟ .. وأين الأجهزة الرقابية من مثل هذه الأرقام التى يتم نشرها والترويج لها عبر كبريات الصحف المصرية وفى مقدمتها الأهرام ؟ ولماذا لم ترد تلك الأجهزة عليها من خلال تقاريرها التى تكشف فساد وفشل القيادات الحالية ؟!! . إننى أتمنى أن يستعيد ماسبيرو تاريخه وبريقه الذى فقده وأن تكون هناك خريطة برامجية جديدة جاذبة للمشاهدين وايضا للإعلانات , وأن يتم الإبتعاد عن (الإسطوانة المشروخة ) التى تدعى أن هناك مؤامرات ضد ماسبيرو , لأن كل الحقائق والشواهد تؤكد أن المؤامرات على ماسبيرو من داخله أكبر وأخطر على هذا المبنى وتفوق بكثير أية مؤامرات خارجية يتم تكرار الحديث عنها بمناسبة وبدون مناسبة . وفى النهاية أقول : إن ماسبيرو يمتلك إمكانيات هائلة ويمكنه لو ابتعدت القيادات والغالبية والعظمى من العاملين عن (شغل السبابيب ) وتم وقف العمل وفقا لمبدأ (سقع وبيع ) أن يستعيد صدارة المشهد الإعلامى فى مصر والعالم العربى والذى غاب عنهما خلال الفترة الماضية .