تحتفل مصر خلال الساعات القادمة بحدث تاريخى وعالمى وهو إفتتاح مشروع قناة السويس الجديدة , وهو المشروع الذى تم تنفيذه فى زمن قياسى ويحسب لكل من شارك فيه بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسى وحتى أصغر عامل مروراً بأصحاب الشهادات التى قامت بتجميع 64 مليار جنيه فى 8 أيام فقط لتمويل المشروع وغيرهم من الأبطال الذين صنعوا هذا الإنجاز . هذا الإنجاز يؤكد أن أى شيىء يمكن تحقيقه فى مصر إذا توافرت الإرادة والإدارة , وهو ما يجعلنا نتساءل : لماذا نجحت مصر فى إنجاز هذا المشروع العملاق خلال هذه المدة القصيرة , ولم تستطع نفس هذه الإدارة تحقيق حلم القضاء على الفساد فى العديد من القطاعات وفى مقدمتها اتحاد الإذاعة والتليفزيون . وبصراحة شديدة أؤكد أننى أتمنى أن أكون مخطئاً إذا قلت أنه لا توجد إرادة حقيقية لإصلاح الأوضاع فى ماسبيرو , وهذا الكلام ثبتت صحته طوال الفترة الماضية بالوقائع والأدلة , وأتمنى أن يتم تصحيح مثل هذه الأخطاء التى تؤدى إلى الإساءة لمصر وإهدار المزيد من المليارات من المال العام . ولذلك أقول إنه لا سبيل لإصلاح الأوضاع داخل هذا المبنى المليىء بكل صنوف وأشكال الفساد إلا برحيل جميع القيادات الحالية بعدما ثبت أنها فاشلة وفاسدة وأن مجرد بقاءها فى مناصبها يعد (سبة ) فى جبين مصر وإعلامها الذى كان رائداً فى هذا المجال حتى سنوات قليلة مضت . فهذه القيادات لا يهمها شيىء سوى البقاء فى مناصبها أو التصعيد لمناصب أعلى , وللأسف هناك من يساندونهم فى بعض الجهات الرسمية والرقابية ويتسترون على فسادهم وفشلهم ويساعدونهم فى البقاء بحجج واهية وهية منها أنه لا توجد بدائل لهم , وهذا الكلام لا أساس له من الصحة لأن هذه القيادات الحالية شخصيات بلا تاريخ مهنى ولا تمتلك أى أنواع من الخبرة ولا حتى الرغبة فى التطوير الذى صدعونا بالكلام عنه بدون أن نرى مردوداً لهذه التصريحات العشوائية على أرض الواقع . ولذلك أؤكد أن قيام الرئيس والحكومة بزيادة ميزانية ماسبيرو ب 632 مليون جنيه هذا العام بحجة أن هذا مراعاة للبعد الإجتماعى للعاملين , كلمة حق يراد بها باطل لأن هذه المليارات تهدر بدون أى عائد وهناك الكثير من الطرق والوسائل لتوفير الكثير من هذه النفقات ووقف (حنفية ) الفساد التى لا تتوقف لحظة واحدة داخل هذا المبنى . فى هذا السياق أشير إلى أننى وصلتنى معلومات مؤكدة من شخصيات تابعة لجهات مهمة فى الدولة تؤكد أن أحد الأجهزة السيادية قدم - منذ أيام - تقريراً للرئيس السيسى حول الأوضاع فى ماسبيرو , وطالب التقرير بإقاله عدد كبير من القيادات الحالية , وقد وقع الرئيس بتأشيره على هذا التقرير كان نصها (يتم إتخاذ اللازم بعد افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة ) . كما علمت أن إحدى المؤسسات المهمة - جدا جداً- فى الدولة تقوم بإجراء اتصالات ومشاورات حالية حول التغيير ات القادمة فى ماسبيرو والشخصيات التى ستتولى مهام القيادة سواء كانت من داخل أو خارج المبنى . ولذلك أقول : إننى أتمنى أن تكون هناك خطوات جادة وسريعة – أكرر سريعة - لإجراء مثل هذه التغييرات الضرورية جداً داخل هذا المبنى لإنقاذه قبل فوات الأوان وقبل إهدار المزيد من المليارات على أيدى (شلة ) الفاشلين والفاسدين .