الدكتور عمرو حمزاوى، عضو مجلس الشعب المنتخب عن دائرة مصر الجديدة وما حولها، وأستاذ العلوم السياسية الذى لم يظهر ويبدع إلا بعد ثورة يناير، أنكر فى تصريحات لصحيفة الأهرام، الأخبار التى تقول إنه تحدث عن إمكانية زواج المسلمة من مسيحى..! وقال الحمزاوى، إن ما ورد فى هذه الأخبار غير صحيح بالمرة مضيفًا، لم أدع أبدًا إلى زواج المسيحى من مسلمة ولم أروج لمخالفة الشريعة. ولقد كنت على وشط تصديق إنكار الدكتور حمزاوى فرجل صناعته الكلام لا يمكن أن تخونه الألفاظ والمعانى ويسقط فى فخ محاور تليفزيونى وينزلق إلى الإدلاء بحديث فى هذا المعنى. ولكن على أحد المواقع الإلكترونية وجدت تسجيلًا كاملًا لحوار عمرو حمزاوى مع عمرو أديب، وأعدت مشاهدة الحلقة عدة مرات للتأكد من كل كلمة وعبارة لتأكد تمامًا أن حمزاوى قد اعتبر مثل هذا الزواج نوعًا من الحريات والديمقراطية ومتفقًا ومتسقًا مع قناعاته وآرائه الليبرالية. وكان واجبًا على الدكتور عمرو حمزاوى ما دام قد أنكر أنه قد أدلى بهذا الحديث أو أن تصريحاته قد حرفت وفهمت على نحو خاطئ وهو ما يعنى ترجعًا ضمنيًا عما قاله أن يبادر بدلًا من ذلك إلى الاعتذار وأن يقول بوضوح إنه قد أخطأ فى المعنى وليس فى صياغة اللغة والكلمات كما حاول أن يدافع عن نفسه ..! ولو أعلن حمزاوى عن خطئه واعتذر عنه لكانت هذه شجاعة تحسب له، وزلة لسان قد تغتفر، والاعتراف بالخطأ هو نوع من الفضيلة والحكمة. ونحن لا نريد على أية حال اصطياد الأخطاء أو حساب النقاط على أصحاب الفكر والتوجهات الليبرالية من النخبة فدورهم التنويرى مطلوب ووجودهم فى الساحة السياسية هو لصالح إثراء التجربة الديمقراطية ولتحقيق التوازن فى المعادلة السياسية والاجتماعية، ولمنع تقييد حركة الفكر المتشدد الذى يمكن أن يجهض ويكسر المخاوف أمام نجاح الإسلاميين فى قيادة المسيرة. غير أن هذا لا يعنى الصمت أو تجاهل بعض المواقف وردود الفعل العنيفة التى انتابت البعض من المثقفين الفنانين تجاه نجاح التيار الإسلامى فى حسم المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، حيث بدأ البعض يعزف على نغمة التكفير والهجرة، والتفكير فى الهجرة، وهى دعوات وردود فعل مغالية فى مواقفها ولا تستند إلى واقع أو دليل. فنحن على أبواب تحول ديمقراطى جديد، ربما يقوده أو يسيطر على سياساته التيار الإسلامى الذى وصل إلى البرلمان بإرادة شعبية حرة وهى إرادة يجب أن تحترم لأنها صوت الأغلبية ولأن هذا هو الخيار الديمقراطى الذى ينادى به الجميع. وهذا التيار الإسلامى لم يعبر عن نفسه بعد فى توجيه ورسم السياسات والبرامج، وهو ما يعنى ببساطة أن علينا أن ننتظر ونرى ما الذى تسفر عنه التجربة قبل الحكم عليها. إن البعض يحاول إحداث نوع من الحرب والوقيعة بين التيار الإسلامى والليبرالى وهى معركة لن تكون إلى الأمام بقدر ما ستجذبنا إلى الخلف ولمزيد من الأزمات، ولتجنبها يجب ألا ننسى دائمًا أننا جميعًا مصريون وأن الهدف هو مصر. [email protected]