قال تقرير لمعهد كارنيجي للسلام الدولي إن جماعة الإخوان المسلمين، أكبر حركة معارضة في مصر وواحدة من أقدم الحركات السياسية في البلاد، محاصرة ما بين حملة أمنية لم يسبق لها مثيل من أمن الدولة وبين جيل شاب يضغط من أجل تحرك أقوى ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأكد أن الإخوان المسلمين تقف على قدميها مرة أخرى كمنظمة داخل مصر وخارجها وتجري انتخابات لمراكز قيادية سرية منها المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد وأيضا لاختيار أعضاء مكتب للشؤون الخارجية في اسطنبول. وما زال زعماء الجماعة والناشطون بها في مرحلة مبكرة من تعريف ما سيعنيه بالنسبة للجماعة أن تصبح ثورية. والشيء المؤكد الوحيد أنه يعني معارضة دولة مصرية خلصوا وتأكدوا إلى أنه لا يمكن إصلاحها بحسب التقرير. وأضاف التقرير الذي نشر الخميس بموقع المركز على الانترنت أن مصر والمنطقة بكاملها تواجه تداعيات واسعة النطاق بالنظر إلى أن الجماعة التي اعتنقت طويلا التغيير التدريجي تتحول إلى جماعة تدافع عن التغيير الثوري وتكافح لتحدد ما إن كان ذلك يعني تبني استراتيجية للعنف ضد الدولة.
آراء متعارضة واجهت الإخوان المسلمين العديد من حملات القمع وخاصة الحملة الطويلة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الخمسينات والستينات من القرن الماضي لكنها لم تتعرض مطلقا لفترة من القتل والسجن والتعذيب وأشكال القمع الأخرى مثل تلك التي تشهدها منذ الإطاحة بالرئيس المعزول مرسي فى يوليو 2013 خلصت المراجعة الداخلية التي أجرتها جماعة الإخوان المسلمين للعام "الكارثي" الذي أمضاه مرسي في السلطة إلى أنها فشلت في أن تكون ثورية بما يكفي وأن الصفقات السياسية التي حاولت ابرامها مع الجيش وأطراف الدولة الأخرى جاءت بنتيجة عكسية. يشعر زعماء الجماعة بالقلق من فقد ولاء الشباب الذين يتحملون وطأة القمع كما أنهم عرضة للانقياد للجماعات المتطرفة. أصبح القادة أكثر مراعاة للأعضاء الشبان الذين يدفعون الجماعة إلى حدود لم تعرف من قبل.
اتجاه أكثر ثورية ما زال الموقف الرسمي للإخوان المسلمين يتبنى إلى حد كبير المقاومة غير العنيفة لكن ما يقوله الأعضاء والزعماء في السر والعلن متباين بدرجة أكبر، وتبنى العديد من بيانات الإخوان المسلمين مبدأ القصاص. ويعبر بعض الأعضاء عن القلق من التخلي عن عقود من السلمية ومن جرهم إلى صراع مسلح مع قوات الأمن لا يمكن الفوز به ومدمر بدرجة بالغة. ويقول آخرون إنه في إطار عنف الدولة الذي لم يسبق له مثيل ضد الإخوان وجماعات المعارضة الأخرى فإن مواصلة الدعوة إلى المقاومة السلمية هراء. زاد النظام حملته الأمنية على الإخوان بما في ذلك التهديد بإعدام زعماء كبار بعدما صعد متشددون مقرهم سيناء العنف ضد أهداف حكومية في صيف 2015 رغم أن الدولة لم تثبت مسؤولية الإخوان عن ذلك العنف. وزاد ذلك المخاطر أكثر من أي وقت مضى.