تأخر الدكتور كمال الجنزورى كثيرًا فى الإعلان الرسمى عن وزرائه لدرجة تركت مساحة كبيرة للجدل والتخمين فى جميع الأوساط .. رغم أن رئيس الوزراء وعلى غير المعتاد أفش أسرار مقابلاته مع عدد من الشخصيات، ربما لطبيعة المرحلة الحالية التى يلعب التحرير فيها دورًا كبيرًا فى عملية الاختيار، خصوصًا أنه بالضغط أقال حكومة شفيق، ومن بعدها حكومة شرف، وتأخير رئيس الوزراء يعكس أحد أمرين، إما أن يختار وزراته بعناية شديدة ويثبت لثوار التحرير أنه رجل المرحلة القادمة.. وأن الذين اعترضوا عليه قد جانبهم الصواب أو أنهم تعجلوا فى الحكم عليه .. وإما أن الجنزورى لايزال يبحث عن وزير داخلية.. لاسيما أن الداخلية هى التى تمثل صداعًا فى رأس المجلس العسكرى والحكومة.. فالمطلوب وزير قوى يرضى كل الأطراف يرخى الشرطة نفسها، ويغلق الباب على التزمر والانقلاب فى صفوف الضباط والأفراد والأمناء، وكذلك إرضاء التحرير وعامة الشعب المصرى خصوصًا فى ظل الانفلات الأمنى الرهيب الذى تعيشه مصر.. وأيضًا الأحداث المتلاحقة التى تورطت الشرطة فيها.. سواء فى التحرير أومحمد محمود.. وعلى حسب التسريبات التى تتداول بين الناس فإن الجنزورى التقى اللواء عبدالرحيم القناوى مساعد الوزير الأسبق للأمن العام واللواء القناوى يعرفه الكثيرون لأنه بطل واقعة سفاح بنى مزار الشهيرة، حيث خرج والد المتهم محمد عبداللطيف وأعلن على شاشات الفضائيات أن اللواء عبدالرحيم القناوى قد مارس جميع ألوان الضغط على الأسرة حتى يعترف المتهم بقتل ثلاث أسر أى عشرة أشخاص فى مجزرة بنى مزار الشهيرة. وقد تجدد له ثلاث مرات على يد حبيب العادلى أى أنه كان من الصفوة أصحاب النفوذ فى عهد العادلى. أما الثانى فهو اللواء محمد إبراهيم مساعد الوزير لأمن الجيزة الأسبق وهو لم يجدد له فبمجرد وصوله إلى سن الستين سرعان ما خرج على المعاش.. وهو ما يعنى أنه ليس من أصحاب الخطوة فالإمداد والتصاعد فى عهد حبيب العادلى كانت تحكمه قواعد أخرى غير الكفاءة المهنية.. وبقى السؤال هل يطلع الدكتور كمال الجنزورى على ملفات المرشحين للحقائب الوزارية قبل أن يتقابل معهم وقبل أن يعرض عليهم المنصب؟! سؤال مهم وبالطبع الإجابة عن أجهزة الأمن والدكتور الجنزورى، ويجب التدقيق فى اختيار وزير الداخلية تحديدًا قبل تكليفه لأن الشارع لا يزال فى احتقان شديد والمسافة باتت شاسعة بين الناس والشرطة ونتمنى أن يتم الاختيار وفق هذه المعايير.