أبدى قيادات بجماعات الإخوان المسلمين رفضهم للتصريحات التي أطلقها الدكتور محمد سودان، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، وأمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، بشأن بيان حركة الاشتراكيين الثوريين وموقفها من الوضع الحالي. وأعلنت قيادات بجماعة الإخوان المسلمين وأحزاب إسلامية، ترحيبهم بالبيان الأخير للاشتراكيين الثوريين، والذي أثار جدلًا كبيرًا. ووصف بيان منسوب للاشتراكيين الثوريين أن الإخوان فصيل إصلاحي لا يمكن مساواته بمن وصفوهم ب"العسكر"، مبدية رفضها لشعار "يسقط كل من خان.. فلول عسكر إخوان"، مشددة على رفضها الوقوف في المنتصف بين الطرفين، ومبدية استعدادها للوقوف بجانب الإخوان. ورد الدكتور سودان، في تصريحات خاصة ل"المصريون" -في وقت سابق- على بيان الاشتراكيين الثوريين بقوله "إن من يريد أن يصحح موقفه من مؤامرة الثورة المضادة، فليعلن توبته إلى الله لأنه مشارك في كل الجرائم التي حدثت للشرفاء في مصر على يد النظام، ثم رد المظالم إن استطاعوا". وتساءل سودان، هل الاشتراكيون الثوريون على استعداد لمشاركة الأحرار في الشوارع لرفض ما وصفه بحكم العسكر وتحرير المعتقلين بمن فيهم رئيس الجمهورية المنتخب، بحسب تعبيره. وقال سودان إن الشارع موجود، والأحرار فيه منذ عامين وهو ليس حكرًا على أحد، مبديًا تعجبه من بيان الاشتراكيين الثوريين الذين انقلبوا فيه على ما وصفه بالثورة المضادة. وأشار إلى أن الاشتراكيين الثوريين شاركوا في 30 يونيو وفي إحراق مقار الإخوان المسلمين ومقار الحرية والعدالة، وحملهم بجانب آخرين مسئولية الدماء التي سالت من آلاف الأبرياء وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المعتقلين ما يعانونه في السجون وكذا ما تعانيه أسرهم وآلاف المطاردين وإغلاق آلاف الشركات المملوكة للإخوان أو مناصري الشرعية. أحمد رامى، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قال إنه بغض النظر عن أي خلاف سياسي سابق أو حالي أو مستقبلي، يظل الاشتراكيون الثوريون أحد أكثر التنظيمات وفاءً لمبادئ ثورة يناير. أضاف "رامي" ل"المصريون" أنهم استطاعوا في بيانهم الأخير تحديد الإطار النظري الفاصل ما بين إمكانية التعاون أو التنسيق ثوريًا وما بين الخلاف والتنافس السياسى. وأشار إلى أن الاشتراكيين الثوريين امتلكوا جرأة التعبير التي افتقدها غيرهم في رفض توظيف السيسى ونظامه لحالة الحرب على الإرهاب المصنوعة بفعلهم ولم يخضعوا لابتزاز وإرهاب الاتهامات المعلبة بمساندة الإرهاب وحتمية الوقوف فى صف المستبد فى صراع استدعاه هو مع الإرهاب ليكون مبررًا لبقائه وبطشه وانتهاكه للحقوق، بحسب كلامه. ورأى أن بيانهم رسالة لغيرهم من فعاليات وكيانات شاركت فى ثورة يناير، بأنه لا حياد فى معارك انتهاكات حقوق الإنسان واغتصاب إرادة الأمم والشعوب. وبسؤاله حول توقع التحالف المستقبلي مع الاشتراكيين الثوريين، قال رامي: "نحن نتعامل بواقعية، التنسيق الثوري حتمي حتى تنجح الثورة مع جميع الفعاليات السياسية والاجتماعية والشعبية". وأردف: "نعلم أيضًا أن هناك تجربة تعاون مريرة دفعنا ثمنها دمًا، نتيجة أخطاء وقع فيها الجميع ونحن أولهم (أي الإخوان)، لذلك نسعى للتنسيق حول أهداف لا نتعجل أن يتطور لتحالف ثوري مع اختلاف الأجندات السياسية لكل مكون من مكونات التحالف الثوري حال قيامه"، مؤكدًا أن الخيار لديهم لديمقراطية تشاركية على حساب ديمقراطية تنافسية. من جانبه، رفض الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، تصريحات سودان، مؤكدًا أنها لا تعبر عن جماعة الإخوان المسلمين ولكنها رأي شخصي. وقال حشمت في تصريحات صحفية إن الأغلب رحب ببيان الاشتراكيين الثوريين، مؤكدًا أنه لا شك أن البيان الأخير للاشتراكيين الثوريين كان خطوة إيجابية في طريق توحيد الثوار والرافضين لحكم من وصفهم بالعسكر، مشيرًا إلى أن الاتفاق على الحد الأدنى إنجاز يستحق الإشادة. وقال عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة هشام قنديل، في تصريحات له عبر "تويتر": "البيان الأخير للاشتراكيين الثوريين والدراسة الشارحة على موقعهم خطوة جيدة وجادة"، مؤكدًا أنها تقرب المسافات مع "اتجاه ثوري صاعد بالإخوان".