قالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية إن المصريين بعد أن سئموا حالة عدم الاستقرار التي استمرت عدة سنوات, وشاهدوا الوضع في ليبيا وسوريا واليمن, وشعروا بالقلق على مصير البلاد من التهديد الجهادي، قرروا وضع مستقبلهم في أيدي رجل ذي أصول عسكرية, ليخوض حربا ضارية ضد جماعة الإخوان. وأضافت المجلة في تقرير لها في 22 يوليو أن السيسي يحظى بدعم شعبي واسع, ويمثل الأمل للسير بمصر إلى الأمام , بعد ما سمتها حالة عدم اليقين والفوضى والمظاهرات, التي أعقبت ثورة 25 يناير, والتي زعزعت الاستقرار وأضرت بالاقتصاد. وتابعت المجلة "المصريون ينتظرون الكثير من بطلهم السيسي, الذي يواجه عدة تحديات كبيرة, منها استعادة الأمن ودفع معدلات النمو, فضلا عن تعزيز سلطة الدولة وبناء الديمقراطية". وأبرزت المجلة "إنجازات السيسي منذ انتخابه, ومنها استضافة عدد من المؤتمرات الهامة, على رأسها المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ في مارس الماضي، وافتتاح قناة السويس الجديدة المرتقب في أغسطس المقبل, ومشروع إنشاء عاصمة جديدة"، كما أشارت إلى عودة مصر القوية على الساحة الدولية والإفريقية. وكان إريك تراجر، الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والخبير في الشئون المصرية، قال أيضا إن مصر تعتبر الآن مستقرة سياسيًا عما كانت عليه منذ سنوات, وذلك بالرغم من أعمال العنف التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة. وأضاف تراجر في مقال نشرته له دورية ”فورين أفيرز" الأمريكية في 23 يوليو، أن نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتميز بوحدته داخليًا، على عكس الأنظمة المُقسَمة السابقة، والتي عانت من الانهيار أمام الاحتجاجات الشعبية سواء في يناير 2011 أو يونيو 2013. وتابع الباحث الأمريكي، أنه من المرجح أن تظل مختلف مؤسسات الدولة والجماعات المدنية التي تمثل أركان النظام متحالفة لسبب رئيس واحد، وهو إيمانها بأن جماعة الإخوان، تمثل تهديدًا كبيرًا لها. واستطرد " كما يرى معظم المصريين، أن وحدة نظام الرئيس السيسي، هي الشيء الوحيد الذي يمنع انزلاق مصر إلى حالة اللادولة والفوضى، التي سيطرت على دول الربيع العربي الأخري". وتابع تراجر " إن كثيرا، بل ربما معظم المصريين يرون أن جماعة الإخوان هي قوة مثيرة لزعزعة الاستقرار وذلك في ضوء عدم الاستقرار السياسي الواسع الذي شهدته مصر خلال عام واحد من حكم مرسي ". وأضاف " يعتقد المصريون أيضا، أن وحدة نظام الرئيس السيسي، هي حاجز الصد المنيع أمام تكرار مشاهد الفوضى السائدة في ليبيا أو العراق أو سوريا". وأشار تراجر إلى أنه من المرجح، أن يواصل نظام السيسي تركيزه على مواجهة الإخوان وهو ما يعمل على بقاء وحدة النظام في مصر. واستبعد الباحث الأمريكي أن يتم تغيير النظام في القريب العاجل، مؤكدا أن الوضع الراهن في مصر مستقر، لكنه حذر من أنه إذا انهار فجأة فسيكون حمام دماء، حسب قوله. كما أشار الباحث إلى أنه يوجد سبب كاف للشك فيما إن كان نظام هدفه الأولي هو تدمير الإخوان المسلمين يمكنه أن ينجح في الحكم, فالنظام الذي ينفق كل هذا القدر من رأسماله السياسي لأجل عزل جماعة واحدة لا يمكن أن يمكنه استيعاب الجميع من الناحية السياسية, حسب تعبيره. وعلاوة على ذلك, أشار الباحث الأمريكي إلى أن إصرار نظام السيسي على أن الإخوان المسلمين مسئولون عن كل حادث إرهابي، بما في ذلك الهجمات العنيفة التي أعلنت جماعات مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية مسئوليتها عنها، يعني أنه ما زال لا ينظر بصورة واقعية للتهديدات التي يواجهها. وشدد الباحث على أن الحملة الأمنية الواسعة للنظام باسم مكافحة الإرهاب والتي اعتقلت نشطاء وصحفيين أيدوا بقوة الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي, تخلق أعداء جددا وربما تنثر البذور لاضطراب ثوري أكثر عنفا في المستقبل, على حد قوله.