"ثورة أكانت أم انقلابًا، فهذا لايهم في حقيقة الأمر، فالأهم هو انعكاس ماحدث على أرض الواقع، وهل ماحدث حقق للناس أحلامها وطموحاتها، هذا هو مايهم، وهذا هو مايساعد في حقيقة الأمر في إطلاق المسمى الحقيقي لما حدث في 23يوليو 1952". هكذا علقت الصفحة الرسمية ل "موقع الملك فاروق الأول ملك مصر" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلة إنه "في مثل هذا اليوم 23 يوليو من عام 1952 حدث مااختلف عليه المؤرخون، فمنهم من أطلق على ماحدث في هذا اليوم ثورة ، ومنهم من أطلق عليه انقلاب عسكري". وأضافت: "63 عامًا على انتهاء الملكية المصرية، وعلى انتهاء حكم أسرة محمد على الذي استمر مايقارب قرن ونصف من الزمان، أطلق عليها تاريخيًا (تاريخ مصر الحديث)". وأشارت إلى تنازل الملك فاروق عن عرشه إلى وريثه الشرعي آنذاك (الأمير احمد فؤاد)، هذا الملك الصغير الذي قرأ عن مملكته من كتب التاريخ فقط، وتم توقيع وثيقة التنازل في قصر رأس التين بالإسكندرية في 26 يوليو 1952، وتشكلت لجنة الوصاية على العرش من الأمير محمد عبد المنعم وبهي الدين باشا بركات والقائمقام رشاد مهنا إلى أن أعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953. في تمام الساعة السادسة والعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة ( وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم ) وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار والذين كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر بينما أراد بعضهم محاكمته و إعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها. وتابعت: "غادر الملك فاروق مصر إلى إيطاليا دون أدنى اعتراض منه على الرغم من صلافة جمال سالم الذي كان يمسك عصاه تحت إبطه، إلا أن فاروق اكتفى بتنبيهه بمقولته المعروفة "أنزل عصاك أنت في حضرة ملك" مشيرا إلى ابنه الرضيع الملك أحمد فؤاد الثاني، ولقد اعتذر اللواء محمد نجيب عن ذلك، وأدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه". وأوردت الصفحة نص خطاب الرئيس محمد نجيب للملك فاروق الذي يطالبه فيه بالتنازل عن العرش، وكذلك خطاب الملك فاروق بالموافقة على التنازل، واللتين قالت إنهما "يحملان قدرًا كبيرًا من الاحترام والرقى في التعامل مابين قادة الثورة واحترام الملك لإرادة الشعب". وجاء في نص الخطاب: "من الفريق أركان حرب محمد نجيب باسم ضباط الجيش ورجاله إلى الملك فاروق الأول إنه نظراً لما لاقته البلاد فى العهد الأخير من فوضى شامله عمت جميع المرافق، نتيجة سوء تصرفكم وعبثكم بالدستور وامتهانكم لإرادة الشعب، حتى أصبح كل فرد من أفراده لا يطمئن على حياته أو ماله أو كرامته، ولقد ساءت سمعة مصر بين شعوب العالم من تماديكم فى هذا المسلك حتى أصبح الخونة والمرتشون يجدون فى ظلكم الحماية والأمن والثراء الفاحش والإسراف الماجن على حساب الشعب الجائع الفقير، ولقد تجلت آية ذلك فى حرب فلسطين وما تبعها من فضائح الأسلحة الفاسدة وما ترتب عليها من محاكمات تعرضت لتدخلكم السافر مما أفسد الحقائق وزعزع الثقة في العدالة وساعد الخونة على ترسم هذا الخطأ فأثرى من أثرى وفجر من فجر، وكيف لا والناس على دين ملوكهم ؟ لذلك فقد فوضني الجيش الممثل لقوة الشعب أن أطلب من جلالتكم التنازل عن العرش لسمو ولى عهدكم الأمير أحمد فؤاد، على أن يتم ذلك في موعد غايته الساعة الثانية عشره من ظهر اليوم السبت الموافق 26 يوليو ، عام 1952، الرابع من ذي القعدة سنة 1371، ومغادرة البلاد قبل الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه. والجيش يحمل جلالتكم كل ما يترتب على عدم النزول على رغبة الشعب من نتائج.. فريق أركان حرب محمد نجيب الإسكندرية في يوم السبت الموافق 4 من ذي القعدة 1371 هجرية 26 يوليو سنة 1952 ميلادية وفيما يلي وثيقة تنازل الملك فاروق عن العرش لابنه الأمير احمد فؤاد أمر ملكي رقم 65 لسنة 1952 "نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان ، لما كنا نتطلب الخير دائماً لامتنا ونبتغى سعادتها ورقيها، ولما كنا نرغب رغبه أكيده فى تجنيب البلاد المصاعب التي تواجهها فى هذه الظروف الدقيقة، ونزولاً على إرادة الشعب، قررنا النزول عن العرش لولى عهدنا الأمير أحمد فؤاد، وأصدرنا أمرنا بهذا إلى حضرة صاحب المقام الرفيع على ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء للعمل بمقتضاه .. صدر بقصر رأس التين في 4 ذي القعدة 1371 هجريه الموافق 26 يوليو 1952 ميلادية".