اعتبر خبراء أن لقاء خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز تشكل ضربة قوية للسلطة الحالية في مصر، والتي تعد المملكة أبرز الراعين لها، خاصة وأن الحركة الفلسطينية تعد جزءًا من جماعة "الإخوان المسلمين"، التي أطيح بها بعد عام واحد من وصولها إلى السلطة في مصر. فيما رأى آخرون أنه لا يوجد تغيير في السياسة الخارجية للسعودية وأن المملكة تسعى لاستغلال "حماس" كورقة ضغط على أمريكا. وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "هذه ليست المرة الأولى التى يزور فيها خالد مشعل المملكة العربية السعودية"، مشيرًا إلى أن "العلاقات بين السعودية وحماس كانت قوية فى فترات سابقة، وقد رعت المملكة اتفاق مكة بين السلطة الفلسطينية وحماس وكان من بين أهداف هذا الاتفاق هو إبعاد حماس عن إيران". وأضاف نافعة: "السعودية تشعر الآن بعد اتفاق إيران مع الغرب فيما يخص البرنامج النووى أن عليها أن تقوم بالتقارب مع حماس وإيران وأظن أن هذا الدافع الحقيقى للزيارة الأخيرة التى أجراها مشعل للسعودية". وأوضح أن "السياسة الخارجية للسعودية بعد عاصفة الحزم تستند إلى ضرورة أن تقوم هى بدور قيادى بأن تكون مركز القيادة فى المنطقة وهذا الأمر سينسحب بالتبعية على الصراع العربى الإسرائيلى"، متسائلاً: هل تتمكن السعودية من القيادة والوفاء بالتزاماتها العربية"؟. وتابع نافعة: "علاقة السعودية بتركيا الآن أصبحت أقوى من علاقتها مع الدول العربية، ولذلك لا يجب أن نتوقع الكثير من هذا الزيارة، كما أنه ليس من المستبعد أن تطلب حماس من السعودية التدخل للمصالحة بين مصر والإخوان لكنه لن يكون هناك تجاوب من السلطة والرئيس عبدالفتاح السيسى مع هذه المحاولة إلا إذا حدث تغيير جوهرى فى قيادة الإخوان". وأشار إلى أنه "لا يوجد مؤشر جوهرى على أن الإخوان تتجه لهذا بل على العكس هناك اتجاه لمزيد من التشدد وهذا بالتأكيد لن يصب فى صالح أى محاولة للمصالحة". من جانبه قال مايكل منير الناشط السياسي، إن لقاء العاهل السعودي لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بمثابة تحد للجيش المصري. وأضاف فى تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر "تويتر": "لقاء العاهل السعودى لخالد مشعل فى السعودية هو تحد صارخ لثورة 30يونيو ولجيش مصر الذى تحتضن الإرهابية حماس قتلته" على حد تعبيره. وتابع منير فى تدوينات أخرى: "بعد رفض السيسى التدخل البرى فى اليمن لم يجد ملك السعودية أمامه إلا إخوان اليمن لقتال الحوثيين وقامت حماس لترويض الإخوان للقتال مصر".