تدوينات عبر صفحات شخصية تطيح بأستاذ جامعى.. و"بوست" يتسبب فى الإطاحة بشاب بعد يومين من تعيينه بتهمة معاداة رئيس الدولة رغم أنه لم يصدر حتى الآن قانون يحق من خلاله للحكومة وأصحاب الأعمال فصل العاملين من أشغالهم بسبب توجهاتهم السياسية، إلا أن فى مصر أصبح الأمر غير ذلك، فمن أجل الرضا الحكومى عنك يجب أن تنحاز للسلطة والحكومة وإن لم تفعل فالفصل نهايتك الحتمية، فإن كنت قياديًا من قيادات حركات أو أحزاب معارضة سيكون لك إما الاعتقال والفصل أو الفصل فقط دون إبداء أسباب سوى أنها بحكم النظام. وشهدت الفترة الأخيرة فصل المئات من العاملين بالدولة ممن ينتمون لجماعة الإخوان وغيرها من الحركات الثورة أو أنصارهم وداعميهم ومن يختلفون مع الدولة فى الرأى ولعل كان من أبرز من تم فصلهم الرئيس الأسبق محمد مرسى وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المتهمين بقضايا عنف وإرهاب ولم تُتخذ ضدهم أحكام نهائية، حيث فصلت الدولة أساتذة جامعيين بحكم انتمائهم للإخوان وفصلت العديد من الشركات الخاصة أيضًا العديد مثلهم من معارضى السلطة الحالية إلا أنه ليس هناك إحصاء رسمى يقدر أعداد المفصولين من الحكومة أو الأعمال الخاصة. المتحدث الرسمى لحركة "جامعة مستقلة": رابعة تسببت فى فصلى لم يسلم "أحمد عبد الباسط" المدرس المساعد بكلية العلوم جامعة القاهرة السابق، والمتحدث الرسمى لحركة "جامعة مستقلة"، من الفصل التعسفى نتيجة "آرائه السياسية"، حيث إن تدويناته وتغريداته عبر الفضاء الإلكتروني، المعارضة للنظام كانت كفيلة بأن تنهى مساره المهنى داخل صرح جامعة القاهرة. وروى عبدالباسط، تفاصيل فصله تعسفيًا من الجامعة، أنه يرى من واجبه الأخلاقى والمهنى أن يكون عونًا للطلاب فى تجاوز مشاكلهم الدراسية والإدارية، وهم يشهدون على ذلك، وتشهد معهم الإدارات المتعاقبة على الكلية على ذلك، ولكن كوفئ فى النهاية بالفصل نتيجة آرائه السياسية التى خرج بها ليعبر عن رأيه عبر صفحته الشخصية وليس داخل الحرم الجامعي. وأضاف: "كنت أظن أن الحرم الجامعى هو الأساس للحرية والاستقلال، فهو المصنع الذى تُصنع فيه الآراء والشخصيات، وفيه يتم بناء مستقبل الأوطان، لكن الطامة الكبرى أنه تم تكميم الأفواه، واعتقال المئات من أساتذة الجامعات، والآلاف من الطلاب، بل وتعدى الأمر إلى اقتحام الجامعة وقنص الطلاب وقتلهم داخل الحرم الجامعي، ومسئولو الجامعة يغضون الطرف عن كل تلك الانتهاكات بل وصل الأمر إلى التأييد والمباركة والدفاع". وأردف: وبسبب تفاهة التهمة التى كانت بمثابة "أضحوكة" فى الوسط الجامعي، دعا رئيس الجامعة للبحث عن وسيلة أخرى يقوم من خلالها بالتحقيق، وجاءت الفكرة بإحالتى لمجلس تأديب بتهمة الوقوف على منصة رابعة والنهضة والمشاركة فى تظاهرات أعضاء هيئة التدريس أمام قبة الجامعة وهو ما أسفر عن فصله نهائيًا من العمل فى ال 20 من شهر مايو الماضي. ورصدت حركة "جامعة مستقلة" الأعداد بالتفاصيل الخاصة بفصل أساتذة الجامعات المصرية التى وصلت مجملها إلى 36 حالة فصل تعسفى من جانب إدارة الجامعة نتيجة اشتراكهم فى العمل السياسى على الرغم من أن صلة البعض منهم بالسياسة لا تتعدى الكتابات على مواقع التواصل الاجتماعي، بحد قولهم، مشيرة إلى أن موجة الاعتقالات والفصل التعسفى أصبحت ممنهجة وبطريقة قمعية لم نشهدها فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك. وكانت جامعة القاهرة أكثر الجامعات من ضمن 28 جامعة على مستوى الجمهورية، قامت بفصل 11 من أساتذة الجامعة بمختلف التخصصات، وجاءت جامعة الزقازيق فى المرتبة الثانية بفصل 9 وتلاها جامعة الأزهر ب 8 من أعضاء هيئة التدريس، و4 آخرين بجامعة المنيا، وواحد بكل من جامعات "الإسكندرية، وبنى سويف، والمنوفية".
عبد الرحمن زيدان" الفيس بوك سبب طردى من العمل إن تتقدم لوظيفة ويتم اختبارك والموافقة على تعيينك ثم بعد يومين يتم فصلك بسبب "بوست" عبر حسابك الشخصى على "فيس بوك"، هذا أمر لن تجده إلا عبر رجال أعمال وموظفين قرروا أن يصنعوا لأنفسهم قوانين بشرية متعسفة لإقصاء شباب ورجال لم يجدوا ملاذًا للفرار خارج البلاد فقرروا أن "يتمرمطوا" فى ترابها. عبدالرحمن زيدان، أحد الشباب، الذين فقدوا علمهم بسبب اتجاههم السياسي، حيث قام مدير بإحدى شركات السياحة بطرده من الشغل بعد إضافته لقائمة الأصدقاء فى "فيس بوك"، بسبب اهتماماته السياسية. وقال زيدان: "بعد الموافقة على تعيينى فى إحدى الشركات طلب مديرى فى العمل الإيميل الشخصى لى عبر "فيس بوك" لكننى فوجئت بتغير أسلوبه معى فى اليوم التالي، قائلا: "روحت الشغل لاقيت وشه مقلوب وبتاع ومدتش اهتمام ودخلت على مكتبي، جالى المكتب وقالى أنت مش هينفع تكمل معانا قولتله ليه؟ قالى بسبب إنك ضد الدولة ورئيسها، قولتله حضرتك بتهزر صح؟ وضحكت جدا قالى لا بكلم بجد، قالى إن هنا مبيشتغلش غير اللى ملهومش فى السياسة واللى ليهم بس مع "استقرار البلد وبيحبوا بلدهم". وأضاف: "المدير قال لى إحنا مش عايزين الشركة تقفل يا زيزو، أنا هكتفى بفصلك وقول الحمد لله إنى معملتش حاجة غير الفصل غيرى كان عملها قولتله إيه هتسلمنى بالمرة؟ قالى والله غيرى فعلاً كان عملها بس أنا عشان والله حبيتك هدعيلك بالهداية، قولتله أنا مش هرغى معاك كتير بس عمرى ماشوفت شغل فيه كده بس اعرف إن الظلم وحش وآخرته وحشة وأنت هتحس به قريب من الناس اللى بتقول إنى ضدهم وهتفتكرنى وسبته ومشيت". وأضاف زيدان: "لم يفرق معى كثيرًا فصلى عن عملى لأن لدى عمل آخر مصدر رزق لي، لكن ما تفعله السلطة والحكومة بالمعارضين لها ليس قانونيًا فما هى علاقة ابقى ليا اتجاه سياسى وأنا باتعامل مع البشر"، موضحًا "أن بعض أصحاب الشركات والأعمال خايفين من الحكومة.
أحمد الشيخ: الصحافة والإعلام فى قبضة رجال الأعمال وروى أحمد الشيخ، المصور الصحفي، أزمته الأخيرة التى تسببت فى فصله عن العمل فكلمة "ربنا معاك" هى التى أنهى بها رئيس العمل الذى كان يشغله الشيخ بإحدى القنوات الإخبارية الفضائية والتابعة لإحدى شركات الإنتاج والمعروف عنها باتجاهها المعارض للنظام الحالي، ولكن لم يكن ذلك التوجه شفيعًا له لإبقائه فى العمل. ففى صباح أحد الأيام وصل أحمد إلى مكان عمله ليسلم أحد التحقيقات الصحفية المكتوبة والمصورة إلى رئيسه، ولكن سرعان ما فوجئ بقوله "أنت مش هتبطل اللى بتكتبه على صفحتك الشخصية على الفيس بوك ده عن المعتقلين فى السجون ومعارضة النظام"، ليرد أحمد: "هو أحنا بنتاجر بالقضايا وبنعمل منها بيزنس ولا بندافع عنهم وبنوصل صوتهم". وكان الرد الذى كان بمثابة قلم على وجهه من رئيس عمله: "لا إحنا بنعمل بيزنس" ليدافع أحمد عن المهنة قائلا: "بس ده ملوش علاقة بالصحافة" ليفاجئه: "طيب خلاص ربنا معاك" لينتهى أحمد مشواره بذلك العمل نتيجة آرائه السياسية المعارضة. وأضاف أحمد، خلال روايته ل "المصريون"، أن التحقيقات المصورة التى كان ينتجها كان منها ما هو أخطر وأشد مما يقوم بكتابته عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" والتى كانت ترصد حالات الانتهاكات التى كانت تحدث داخل السجون للمعتقلين وغيرها من الملفات الشائكة، وأن من بين تلك القضايا "مسألة الهجرة غير الشرعية، وكان هناك تحقيق بعنوان "كنز البحر"، والانتهاكات والمخاطر التى يتعرض لها الصحفيون خلال التغطية الميدانية سواء "أجانب أو مصريين" وآخر بعنوان "تراث الدم" ويتحدث فيه عن عادات الثأر فى الصعيد. وعلى جانب الحريات، أكد أحمد الشيخ أن الصحافة فى مصر أصبحت مملوكة لبعض الشخصيات ورجال الأعمال الذين يعدون جزءًا من السلطة لتحقيق أجندة وأعمال معينة سواء بالاختلاف أو التضامن أو التأييد للسلطة الحالية لصالح مصلحة واحدة وأشخاص بعينها. وأضاف الشيخ، أنه الآن أصبح من له أى توجه سياسى داخل الوسط الصحفى معارضًا، وهو ما نشاهده بصحف كبيرة مثل جريدة الشروق التى قامت بالاستغناء عن 28 صحفيًا وقنوات فضائية بعينها مثل "CBC" و"الحياة" حيث تم تسريح المراسلين وهو ما يؤكد أن اختلاف السياسة التحريرية للجريدة عن توجهات الصحفى العامل بها يؤدى إلى فصله وإبعاده عن العمل بشكل سريع.
"الإجبار على المعاش" سلاح الداخلية لفصل الضباط الملتحين أُجبر العميد أحمد شوقي، أحد الضباط الملتحين، على التقدم بالمعاش، وذلك اختيارًا بين أن يكمل خدمته بوزارة الداخلية بدون لحية أو أنه يقدم على المعاش وينتهى الأمر، فرفض "شوقي" الخيار الأول واستمر فى إصراره على إطلاق لحيته حتى فقد عمله بسبب ذلك. لم تكتف وزارة الداخلية بإجبار العميد شوقى وغيره على تقديم معاشهم وإنهاء خدمتهم بعد 28 عامًا من الخدمة فى جهاز الشرطة، فكان معاشه ومستحقاته وعلاجه أحد الأسلحة التى استخدمتها الوزارة للتنكيل به وغيره بسبب مطالبته بتطبيق إطلاق اللحية وإصراره على الأمر. ويروى العميد أحمد شوقى قصته قائلا: "لا يوجد ما يمنع فى القانون والدستور من إطلاق اللحية، مبينًا أن تطبيق العقيدة والفكر لا يصطدم بالقانون باعتبار أن الدستور يقول إن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع. وأكد أن ما تفعله الحكومة أو أصحاب الأعمال مخالف للقانون والتشريع، موضحًا أننا بعد الثورة قمنا بهذا العمل باعتبار أننا أصبحنا فى دولة الحريات، إلا أننا فوجئنا بعد ذلك أنه بالرغم من كون الأحكام لصالحنا، إلا أن الحكومة امتنعت عن تنفيذها، بالمخالفة للقانون، ولم يكتفوا بذلك بل زجوا بنا فى المحاكم للمماطلة فى القانون وتنفيذه، حيث حكمت محكمة القضاء الإدارى بعودتنا للعمل، ثم فوجئنا بمساومة الوزارة على الإحالة للمعاش لكل الموجودين. ويضيف "العميد شوقي" القوانين فى مصر الآن يضرب بها عرض الحائط" ووزارة الداخلية تمتنع عن تنفيذ الأحكام بحق 2 مليون وأكثر، كما أشار إلى أن العشرات من الضباط وأمناء الشرطة لديهم أحكام بالعودة للعمل إلا أن الحكومة لا تنفذ شيئَا.