لم أتوقع أن يتملك خوف احتمالية فوز الإخوان المسلمين بأغلبية مقاعد مجلس شعب مصر "برلمان الثورة" لإناس كثير منهم مُثقفون أحسبهم على وعى سياسى، يحبون الخير لمصر . . سألت بعضهم عن سبب مخاوفهم، جاءت الإجابة تتضمن ذات مُفردات نسيج خيوط شبكة الصيد الإعلامية الغربية التى تستهدف الشعوب العربية وتخويفها من الدين الإسلامى" عقيدة وشريعة وأساس للحُكم. إنها شبكة صيد كرهت مجد الإسلام، تعمل على الحيلولة دون تقدمهم مرة أخرى، وتحقد على حقبة تاريخية اعتلت فيها كلمة المُسلمين بالعلم والتقدم مُعظم بقاع المعمورة، فالإعلام الغربى (الأوروبى – الأمريكى) بشكل خاص، بقيادة خليط من تحالف بروتستانتى صهيونى، أنصار المزعومة "إسرائيل" هو إعلام عدائى، من ضمن أهدافه الاستراتيجية العالمية ترويج سياسة تخويف من كل ما يمُت للدين الإسلامى بصلة، يشحن الخوف باستمرار فى عقول ووجدان جماهير العالم الغربى، وهى الشعوب التى تفرز ساسة ومُشرعين تكون سياستهم بشكل تلقائى ضد مصالح المُسلمين، وتدعم "إسرائيل" بشكل دائم. ليس الغرب وحده الذى ينتهج أساليب التخويف من الإخوان المُسلمين، بل يحدُث ذلك داخل مُجتمعاتنا الإسلامية ذاتها، حيث التيارات مُتعددة الأسماء والتوجهات السياسية، ومن يُساندها إعلامياً، منها من يفعل ذلك بهدف المُنافسة السياسية والصراع من أجل الفوز بنصيب أكبر لمقاعد مجلس الشعب، وبعض من قيادات تيارات مصرية بعينها تفعل ذلك بسبب عدائها الخفى للدين الإسلامى، وتتذرع برفضها لحكومة أغلبية تقود مصر بسياسة إسلامية، وتغلف العداء والرفض بسياج تُطالب من خلاله بدولة مدنية، وكأنه لو حكم مصر الإخوان المُسلمون لن تكون مصر دولة مدنية!. لقد هبت رياح العداء وحملت بذور الخوف من التوجهات الإسلامية وغرست فى أرض مصر، فبعض ممن أصابتهم آفات المخاوف يكررون أقاويل الغرب العدائى، لعبارات تدخل فى إطار ما نطلق عليه ب Stereotyped phrases وتعنى الكلام النمطى، عن حقوق المرأة وتطبيق الشريعة الإسلامية، وغير ذلك من قطع يد السارق إلى الحديث عن تطبيق الحدود الإسلامية. مُعظم من لهُم توجهات عدائية ضد الإسلام والمُسلمين فى الغرب تدفعهم آلام محاكم التفتيش الدينية المسيحية وما ارتكبته من آثام فى حق الشعوب الأوروبية إلى رفض دمج الدين فى السياسة، والمخزون الذهنى لديهم يُجدد أيضاً مخاوفهم من وضع الدين كأساس للسياسة، وهو ما دفعهم لوضع دساتير تفصل الدين عن الدولة، وهى معايير للحُكم ارتضوها لأنفسهم، وما يصلح فى بلادهم قد لا يصلح فى أوطاننا، وسواء حكم الإخوان المسلمون مصر أو غيرهم، فإن الحكم هو صندوق الانتخابات، لقد ارتضينا ثورة 25 يناير ونجاهد للحفاظ على مكاسبها، وفرحنا برياح تطبيق الديمقراطية فى مصر، فلماذا التخويف؟ ولماذا الخوف؟!