خلق الله الناس مختلفين في أشكالهم وطباعهم وميولاتهم وعاداتهم وأفكارهم ومعتقداتهم وتلك حكمة إلهية بالغة يعلمها وحده .."ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا ما رحم ربك ولذلك خلقهم ..".. حينما تختلف مع الآخر هذا لا يعني أنك تحقد عليه وتحاول تصفيته وسحقه وتنحيته من الحياة هذا سلوك عدواني لا يليق بالبشر ولم تأت به الكتب السماوية ولم يعرفه تاريخ البشر. ..2.. الحركات المتطرفة نبتة خبيثة في جسم الأمة ..هي نتاج فهم سقيم للدين وفكر منحرف ورؤية عليلة للإنسان والحياة ..تدعي خدمة الإسلام والذود عنه بينما الأمر ليس كذلك .. المتطرفون يدمرون الدين والحياة ويشوهون رسالة الإسلام ..التطرف يزرع الشك في أعظم وأرحم رسالة سماوية مبنية على التعارف والتآلف والتلاحم والرحمة والمودة "وما أرسلناك إلا رحة للعالمين." التكفير والتفجير والذبح والانتقام والتنكيل بالجثث ليس من الإسلام العظيم.. السمح المتسامح ..نظلم الإسلام ظلما شنيعا حين نعتقد أن ما يصدر عن بعض المسلمين هو الإسلام ذاته .. بينما القاعدة تقول "اعرف الإسلام قبل أن تعرف المسلمين". ..3.. غياب الثقافة في مجتمعاتنا العربية منذر بخراب العمران وهلاك الإنسان ..الثقافة الحقيقة هي الدواء الشافي لكل عللنا من التخلف إلى التبعية ..لن نصنع مجدا ولو بسيطا بدون ثقافة راسخة وفهم عميق لواقعنا وحياتنا وحاضرنا ومستقبلنا ..كل الأمم عرفت طريقها للمستقبل حين استثمرت في التعليم والتثقيف ونشر الوعي الرصين..أقصد بالثقافة .. ثقافة الإحياء والنهوض والإبداع والذكاء والاكتشاف .. لا ثقافة التغييب واللهو والتنويم والإسفاف والهبوط. ..4.. النخبة المثقفة هي عماد المجتمعات الراقية .. تخدمها بالوعي والسؤال والنقد والنقاش والحوار وتصويب المسارات وتصحيح الأخطاء ..وليس بالتحريض وخلق الفتن والصراعات الفارغة ..لا مجتمع ناجح ومتطور من دون نخبة واعية ومخلصة تقود إلى الأمام تدفع الناس إلى سبل التوافق لخدمة الوطن والتكاثف فيما اتفق عليه الناس وتلافي المختلف فيه وتجنيب المجتمع بؤر الصراع والاحتقان والحرب الداخلية المفضية إلى السقوط والهلاك والخسران. ..5.. كم من صحفي أو إعلامي لا يستحق اسمه ولا لقبه هو عالة على مهنته وخطر على مجتمعه ..عوض أن يعطي المثل والقدوة في الاستقامة وحسن السلوك ويكون في مستوى المكانة التي هو فيها ..تراه يستحيل إلى شخص سيء الطباع غريب الأطوار سباب وشتام ولعان..شامت وبلطجي ومحرض على كل من خالفه فكرة ولو بسيطة ..هل يستحق مهنته من يفرق بين أبناء شعبه ..هل يستحق مهنته من يهين بلده ويعطي أسوأ الصور عن حضارته وتاريخه ..هل يستحق مهنته من يهين مهنته ..هل يستحق مهنته من يتجرد من الإنسانية لمجرد رأي يخالفه ..ياله من زمن ..تقول لي ما السبب أقول لك ..إنها الطباع ..تقول لي هذا لا يكفي أقول لك ..إنه المال..إنه المال...!!