ذهب الرجل المسن مع ابنه الثلاثينى لأداء العمرة، وشاء الله الحكيم العليم أن يتوجه الأب لمكة المكرمة والابن للمدينة المنورة، وكان الابن قد أدمن التدخين وكثيراً ما نهره أبوه للإقلاع عنه ولكن دون جدوى، أخذ الأب يدعو الله أن يُبَغِضَّ نجله فى التدخين وأن يهديه، ورافق الابن فى غرفة الفندق طبيب يعانى من الربو الشعبي، وعندما علم بأن جليسه يدخن طلب منه بكل ذوق وأدب ألا يدخن فى الغرفة، ولم يستجب الشاب وأخذ يدخن فأصيب الطبيب بنوبة ربوية شديدة نُقِلَ على أثرها للمستشفى، وذهب معظم الرجال من مجموعة الشركة السياحية لزيارة الطبيب وكانوا غاضبين جدا من الشاب المستهتر، وعندما أحس الطبيب بسكرات الموت أخبر زائريه بأنه قد سامح الشاب ودعا الله الهادى أن يهديه ويصرفه عن التدخين، وفاضت روحه إلى بارئها وشيعت جنازته ودُفِنَ بالبقيع بجوار صحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وعندما علم الشاب تمنى لو انشقت الأرض وبلعته جزاءً له على فعلته الشنيعة، وقرر على الفور الإقلاع عن التدخين، بل وأسس جمعية خيرية لمكافحة التدخين وسماها باسم الطبيب، وذاع صيت الجمعية وحققت نجاحات كبيرة حيث أقلع المئات عن التدخين بفضل الله أولاً ثم نشاط تلك الجمعية.