بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين أول أمس دعونا نتذكر الأمراض التي يسببها التدخين وهى أمراض القلب وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم ، أمراض السرطان وبخاصة سرطان الرئة. كما يتسبب التدخين في أمراض الجهاز التنفسي كمرض الربو والسعال المزمن وبعض المشاكل في المعدة ومنها: القرحة، فنسبة الإصابة بالقرحة أكبر عند المدخنين.
كما يؤثر التدخين على ظائف الدماغ ووظائف بعض الحواس، مثل: حاسة الذوق والبصر والشم وكذلك يسبب التدخين الشيخوخة المبكرة ويؤثر على القدرات الجنسية للرجال .
وإذا كنت تحاول الإقلاع عن التدخين بتدخين السجائر الإلكترونية ؛ فأنت مخطئ حيث قالت تقارير عالمية من بينها تقرير جديد صدر عن الجمعية الأمريكية لأمراض الصدر أن السجائر الإلكترونية المنكّهة تحتوي على سموم تؤثر على جسم الإنسان وعلى الرئتين تحديدًا حيث تم إختبار نكهات مثل القرفة والموز والمنثول على رئة سليمة تم تعريضها لجرعات من هذه النكهات على اوقات متفرقة على مدار اليوم من دقيقة إلى ثلاثين دقيقة والنتيجة كانت تأثر نمو خلايا الرئة.
وأكدت دراسة أخرى أجريت فى جامعة هارفارد الأمريكية، إن هناك ثلاثة أسباب تدفع للقلق من تناول تلك السجائر الإلكترونية أولها أن جرعة النيكوتين التى يحصل عليها الفرد فى كل "نفخة" تختلف من سيجارة لأخرى بشكل كبير، وأنه حسب إدارة الأغذية الأمريكية تحتوى الجرعة الواحدة على نسبة تتراوح بين 26.8 و43.2 ميكروجرام فى النفخة الواحدة.
فيما رأت أن السجائر تحتوى على العديد من المواد الكيميائية السامة التى تصيب الإنسان بالسرطان، وأنه يوجد بها على الأقل أربعة أنواع من تلك المواد التى تسبب ضررًا بالغًا للإنسان.
وكشفت دراسة حديثة ، أن استخدام السيجارة الإلكترونية من أجل الإقلاع عن التدخين يؤدى فعلياً إلى زيادة إدمان النيكوتين، بحسب ما نشرت مجلة “JAMA Pediatrics” التى تصدرها الجمعية الطبية الأمريكية.
وأظهرت نتائج الدراسة التى شملت أكثر من 40 ألف شاب أن استخدام السيجارة الإلكترونية يؤدى فعلياً إلى إدمانها، علاوة على زيادة إدمان السجائر التقليدية، وذلك على عكس الحملات الإعلانية التى تصور السجائر الإلكترونية على أنها وسيلة للإقلاع عن التدخين والتخلص من إدمان النيكوتين.
قالت “لورين دوترا” مؤلفة الدراسة حول طبيعة الإدمان التى تسببه هذه السجائر بقولها: “وجدت نتائج دراستنا أن هناك مراهقين أدمنوا السجائر الإلكترونية، رغم أنهم لم يدخنوا السجائر التقليدية قبل ذلك، كما أن الأشخاص الذين استخدموها من أجل الإقلاع عن التدخين استمروا فعلياً فى التدخين”.
وتظهر الإحصائيات التى عرضها الباحثون فى مقدمة الدراسة زيادة كبيرة فى السنوات الأخيرة فى نسبة الأشخاص الذين يعتمدون على هذه السجائر فى محاولة الإقلاع عن التدخين، كما تنوه إلى أن السماح للشركات المصنعة للسيجارة الإلكترونية بإنتاج نكهات كالفراولة والشوكولا، الممنوعة فى السجائر التقليدية، يزيد ربما من متعة استخدام هذه السجائر ومن مدى شيوعها.
وبحسب النتائج، فإن السيجارة الإلكترونية زادت من عدد الأشخاص الذين تحولوا من مجرد مجربين للسجائر إلى مدخنين رسميين، كما أن الأشخاص الذين يعتمدون على السجائر الإلكترونية برفقة السجائر التقليدية يدخنون عدداً أكبر من السجائر فى اليوم مقارنة بالأشخاص الذين يعتمدون على السجائر التقليدية وحدها.
وقام فريق بقيادة الدكتور وائل الدليمى، رئيس شعبة الصحة العامة العالمية فى جامعة كاليفورنيا فى سان دييغو، بتحليل بيانات 1000 شخص من المدخنين بكاليفورنيا لمدة عام واحد.
ووجد الباحثون أن المدخنين الذين قالوا إنهم استخدموا السجائر الإلكترونية كانوا أقل قدرة على الإقلاع عن التدخين بنسبة 60%، مقارنة مع أولئك الذين لم يستخدموا السجائر الإلكترونية أبداً.
وقالت باتريشيا فولان، مدير مركز مكافحة التبغ، إن هذه النتائج تؤكد الضرر المحتمل الذى تسببه السجائر الإلكترونية للمدخنين، وذلك لأنها قد لا تؤدى إلى استمرار التدخين فقط ولكن أيضا قد تُأخر وتمنع فرص محاولة الإقلاع عنها.
ويحذر الأطباء من أن النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية يمكن إدمانه وأن يصبح عادة وهو سام جداً لدى استنشاقه أو بلعه أو حدوث اتصال مباشر مع الجلد. ولا يناسب المرأة الحامل أو التي ترضع والأشخاص الذين يعالجون من الإكتئاب أو الربو ويؤكدون أن النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية يمكن أن يزيد ضربات قلبك ويرفع ضغط الدم ويسبب الدوار والغثيان وألما في البطن وأن المكونات يمكن أن تكون "سامة".
والآن عزيزي القارئ بعدما علمته من الأضرار التي تُسببها السجائر التقليدية والسجائر الإلكترونية على حد سواء من الإصابة بالأمراض التي من أهمها الأمراض السرطانية وأمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والربو والقرحة.. هل لك أن تبدأ من هذه اللحظة وتلقي علبة السجائر التي معك في سلة المهملات وتعتمد على إرادتك التي منحها لك الله في الإقلاع عن التدخين والتخلص من إدمانك للنيكوتين من أجل صحتك وصحة من حولك وبخاصة زوجتك واطفالك وكل الذين تسبب لهم الأذى من حولك ؛ فلا ضرر ولا ضرار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ويقول الله تعالى : ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) فالتدخين الذي يتسبب في الأمراض السرطانية الخبيثة ؛ لا يمكن أن يصنف منطقيا إلا من الخبائث . كما يقول الله تعالى : ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )ومما لا شك فيه أن التدخين إضاعة للمال فيما لا ينفع ؛ بل وفيما يضرك ويضر من حولك ولا يخفى عليك أنك كذلك ستُسأل عن صحتك فيما افنيتها يوم القيامة وستحاسب على تقصيرك في الحفاظ عليها وتأكد عزيزي أن التدخين لا يدل ابدا على رجولتك ولا يعطي كذلك لك أيتها المرأة الحرية ؛ فالتدخين يجعل صاحبه آسيرا للسجائر ؛ يتوتر في حين عدم وجودها في فمه من وقت لآخر كالرضيع العصبي الذي لا يستطيع الاستغناء عن البزازة !! [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي