أيام قليلة وتحل الذكرى الثانية لعزل الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة 25 يناير، وسط ترقب من الجميع لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، فقد شهدت تلك الفترة أحداثًا جساما أثرت على المصريين جميعًا، وراقبها العالم أجمع. عزل الجيش مرسي في 3 يوليو 2013، بقيادة وزير الدفاع آنذاك المشير عبد الفتاح السيسي عن سدة الحكم بعد تظاهرات ال 30 يونيو، وكلّف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور برئاسة البلاد. وتم احتجاز مرسي في مكان غير معلوم لعدة أشهر، وصدرت أوامر باعتقال عدد كبير من الإخوان المسلمين، بعد التظاهرات التي اندلعت معارضة لعزله وما أعقبها من اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، إلى أن قررت الحكومة فض هذه الاعتصامات في 14 أغسطس 2013.
خطة أمنية مشددة استعدادًا ل 30 يونيو القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الداخلية وضعت خطة محكمة للسيطرة على الأوضاع قبل حلول هذه الذكرى، فقد انتشرت القوات الخاصة ورجال الشرطة، بكثافة في محطة السادات باعتبارها المحطة الاستراتيجية، للثوار لكونها المدخل الرئيسي لميدان التحرير، والذي أطاح بالرئيس المخلوع حسنى مبارك في ثورة الخامس والعشرين من يناير لذلك حرصت سلطة 30 يونيو على غلقها لمدة عامين . وكشفت مصادر أمنية، عن أن طائرات القوات المسلحة ستحلق على مدار اليوم فى كل محافظات الجمهورية، بجانب طائرات المراقبة والتصوير مع إصدار أوامر بالتعامل بالرصاص الحى مع المهددين باقتحام الأقسام والسجون والمنشآت العامة. يأتي هذا فيما انتشرت قوات خاصة من الجيش والشرطة للتمركزة أمام جميع الوزارات، مصحوبة بالمدرعات والكلاب البوليسية بالإضافة إلى وحدات من جهاز مكافحة المفرقعات، للكشف عن المتفجرات فقط رفعت الأجهزة الأمنية حالة الاستنفار القصوى تخوفا من حدوث عمليات إرهابية . ونظرًا لحساسية مبنى ماسبيرو فقط تم تأمينه من الداخل والخارج حيث يتواجد عدد من التشكيلات بمحيط مبنى الإذاعة والتليفزيون، وتأمين مدينة الإنتاج الإعلامى ومحيطها بالكامل .
الإخوان تتوعد بالتصعيد.. والقوى الثورية تدرس المشاركة عامان على عزل الرئيس محمد مرسي من سدة الحكم، وما زال رفقاء يناير لم يتحدوا بعد، ففي حين يصر تحالف دعم الشرعية على عودة الرئيس المعزول، تتهم القوى الثورية الإخوان بأنهم السبب فى الانقلاب على الثورة وعودة الجيش إلي ممارسة الحياة السياسية، وبقى الوضع على ما هو عليه فقد دفعت الجماعة ثمنًا كبيرًا في ظل صدامها مع النظام الجديد فقد سجن وقتل المئات من أنصارها وينتظر قاداتها وعلى رأسهم الرئيس المعزول مرسي حبل المشنقة في عدة قضايا من بينها اقتحام السجون فى أعقاب ثورة يناير. وتستعد جماعة الإخوان وتحالف دعم الشرعية، للإعداد لتنظيم تظاهرات ضخمة داخل مصر وخارجها في الذكرى الثانية لعزل مرسي، للتأكيد على مطالبها برفض ما سمته الانقلاب العسكري فقد دعت الجماعة جموع الشعب المصري للتصعيد والتظاهر مع اقتراب ذكرى عزل محمد مرسي يوم 30 يونيو، مشددة على عدم الانسياق وراء العنف. ودعا محمد منتصر، المتحدث الرسمى للجماعة، إلى التظاهر استعدادًا لاقتراب موعد الإعلان عن خارطة طريق، فى إشارة إلى موعد عزل مرسى، قائلاً: ماضون من أجل "حقوق الناس وكرامتهم" دون تطلع حزبى أو مطلب فئوى. وأطلق التحالف الوطني لدعم الشرعية، دعوة للتظاهر في أسبوع ثوري جديد بعنوان "عودوا إلى ثكناتكم" في إطار الموجة الثورية الممتدة حتى 3يوليو تحت عنوان "النصر والقصاص". على الجانب الآخر، لم تقرر القوى والحركات الثورية المشاركة في ذكرى 30 يونيو بعد، حيث تدرس المكاتب السياسية لحركات 6 إبريل بجبهتيها، والاشتراكيون الثوريون، وجبهة طريق الثورة، قرار المشاركة باعتبارات الوضع الأمني المصاحب لفعاليات ذكرى 30 يونيو، خشية تعرض أعضائهم للاعتقال في هذه المناسبة، لاسيما أن هناك دعوات للنزول من قبل جماعة الإخوان المسلمين، مما قد يتسبب في اصطدام مع الأمن. شريف الروبي، عضو المكتب السياسي بحركة 6 إبريل، أكد أن الحركات السياسية لم تقرر بعد مشاركتها في أي فعاليات مؤيدة أو معارضة لإحياء الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى أن "المكاتب السياسية ستجتمع، لتحديد قرار المشاركة من عدمه. وأوضح الروبي، أن خيارات الحركات بين النزول في فعاليات جماهيرية احتجاحية على الأوضاع السياسية الحالية، أو الاكتفاء بعرض رؤيتهم للذكرى الثانية لثورة 30 يونيو من خلال البيانات أو المؤتمرات الصحفية في مقار الحركات الثورية .
حركات تهدد بالفوضى واستهداف منشآت عسكرية "الفوضى والعنف" دعوات بدأت في الظهور منذ فترة، على الساحة السياسية لحركات مجهولة الهوية لم يعرف مصدرها على وجه التحديد الأمر الذى اعتبره مراقبون بأنها نتيجة طبيعية لحالة القمع التى اتبعها النظام الحالي مع المعارضة بشكل عام من القتل والاعتقال والخطف فقد دعت ما يسمى بحركة "حرس الثورة"، بنشر الفوضى في مصر بدءًا من 28يونيو الجاري، في إطار الانتفاضة ضد ما سمته ب"حكم العسكر"، ردًا حملة الاعتقالات التي انطلقت الفترة الأخيرة. وقالت الحركة، في بيان بثته عبر موقع "يوتيوب"، بواسطة شابين ملثمين: "إن سلسلة هذه الفعاليات ستكون بعنوان "بداية الفوضى"، وتستمر حتى أول أيام عيد الفطر المبارك. ودعت الحركة، "ألتراس ربعاوي"، و "UFE"، و"بلاك هورس"، و"ألتراس نهضاوي"، و"طلاب أحرار" و"طلاب ضد الانقلاب"، للمشاركة في "الفوضى" التي ستعم الإسكندرية، حسبما جاء في البيان. يأتى هذا فيما توعدت ما يسمى ب"كتائب القنص الشرعي"، باستهداف المنشآت العسكرية، وقالت في بيان عبر صفحتها على "فيسبوك"، إن مؤسسات الجيش متاحة كأهداف لنا ونتوعدكم .
احتفالات لأنصار السيسي ب 30 يونيو تستعد بعض القوى السياسية المؤيدة للنظام الحالية، لتنظيم عدة احتفالات في الذكرى الثانية لعزل الرئيس محمد مرسي في التحرير والاتحادية وذلك تحت إجراءات أمنية مشددة لحمايتهم من قبل قوات الجيش والشرطة . ومن المنتظر أن تسيطر قوات الأمن على ميدان التحرير وغلقه فى جميع الاتجاهات كما هو معتاد في هذه الاحتفالات على أن يتم عمل بوابة الكترونية لدخول المواطنين إلي الميادات في ظل تحليق طائرات القوات المسلحة في الهواء لمشاركتهم في هذا الاحتفال .