إستطاع مؤخراً المصريان " جمال ومحمود سلطان" أن يتمكنوا من إصدار عددهم الأول لجريدة " المصريون " ، تلك التى تعد إضافة جديدة و رائعة للصحافة المصرية المطبوعة ، فالآن أصبح بمقدور القارئ أن يجدها بعد سنوات من كونها جريدة إليكترونية يستطيع أهل الويب فقط قراءتها ، إذن هى لمسة صحفية جديدة تضيف إلى الرصيد الصحفى للأخوين "سلطان" و فى نفس الوقت فهى نقلة نوعية فى عالم الصحافة المستقلة المصرية ، بعد ان تسربت أموال رجال الأعمال إلى الصحف الخاصة وجعلتها تتبع فكراً منحازا و سياسة تحريرية ذات طابع موجه من قِبل أصحابها ، هذا بخلاف الصحف القومية التى مازالت حتى الآن تكاد تكون فى ضلالها القديم باستثناء تغييرات بدأنا نراها مؤخراً لكنها ليست جذرية كما كان متابعو الصحف يتمنون خصوصاً بعد سقوط النظام البائد و رحيل أهل السلطة إلى طرة ، وهو ما يطرح سؤالاً عن ما هو الدافع إلى إستمرار الصحافة القومية حتى الآن فى مهاجمة تيارات سياسية بعينها كانت معادية للنظام بالرغم من سقوط النظام ؟! ، وهذا ما يؤدى فى النهاية إلى غياب الحيادية فى تناول الأخبار، ومن خلال الأعداد القليلة التى صدرت حتى الآن فقد وجدت عدم انحياز لأى فصيل أو تيار سياسى على آخر ، بل الحيادية و توضيح الأمور وترك الحكم للقارئ كى يشكل وجهة نظره و يحكم بنفسه على ما يراه من حقائق نقلتها إليه صفحات الجريدة دون ضبابية أو تدليس أو مغالاة فى العرض و التحليل . فى الأول من نوفمبر قرأت هذه الكلمات فى ختام مقال تحت عنوان "المصريون الورقية" للأستاذ فراج إسماعيل على الموقع الاليكترونى حيث قال: " يحق لقراء المصريون ابتداء من اليوم بدء العد التنازلي لموعد صدورها ورقية يومية " ، أعتقدت حينها أن الأمر سيكون بعد شهور و قد يصل إلى عام ، لكن يعود بعدها رئيس التحرير الأستاذ جمال سلطان فى الرابع من نوفمبر ليؤكد الأمر ذاته ويعطى تاريخاً محددا لصدور العدد الأول من الجريدة المطبوعة إنه الاثنين الحادى والعشرين من الشهر ذاته ، إذن فإن جريدة "المصريون" فى زيها المطبوع هى إستكمال لمسيرة "المصريون" الاليكترونية ، أو بالأحرى إستكمال لمسيرة من المعارك الصحفية لنشر الوعى و إزالة الغموض لتوضيح الأمور للقارئ أولاً ثم للتاريخ ، معارك نحو الحق ومن أجل الحق ، ويبقى الهدف فى النهاية هو نيل ثقة القارئ . "المصريون" رسالة صحفية ، وليست مجرد صحيفة ، ولننتظر لتثبت الأيام ذلك .