نشرت صحيفة "كوميرسانت" مقالا تناول شكل العلاقات التركية الروسية في ظل الأزمة بين النظام السوري وتركيا, مشيرة إلى أن موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من الأزمة السورية سوف يكون له عواقبه الوخيمة على العلاقات بين انقرةوموسكو، بعد أن تبين أنهما على طرفي نقيض. وأشارت الصحيفة وفقا لأراء بعض الخبراء إلى أن أية إجراءات حاسمة من طرف أنقرة قد تسبب مشكلة في علاقاتها مع موسكو، التي لا زالت تدعم الرئيس السوري. لا سيما في ظل تصريحات الرئيس عبقد الله جول المتشددة ومن بينها مقابلة أجرتها معه صحيفة "الغارديان" البريطانية قال فيها "إن سوريا في مأزق، والتغيير لا بد منه. أما الخطة التي اقترحتها جامعة الدول العربية للخروج من الأزمة، فلم تعدد قابلة للتنفيذ، لأن بشار الأسد اختار طريقاً آخر. ونحن لم نعد نثق به". وتضيف الصحيفة "الجهود الحثيثة التي تبذلها تركيا لإطاحة نظام الأسد قد تسفر عن عواقب وخيمة لجهة علاقاتها مع موسكو, رغما عن أنه كان ينظر في السنوات الأخيرة إلى الإسلاميين الذين يديرون دفة الحكم في أنقرة كحلفاء محتملين لموسكو، بل وشركاء سياسيين تقريبا". وتلفت الصحيفة إلى موقف أحد الداعين سابقا للتقارب مع تركيا، مدير معهد الأبحاث السياسية سيرغي ماركوف، الذي لا يميل إلى إضفاء طابع دراماتيكي على الأحداث. ويقول ماركوف إن مصلحة أنقرة مفهومة، فهي تريد موقع الريادة في المنطقة، وإقامة نظام صديق لها في دمشق، فهذا من شأنه أن يساعد على حل المسألة الكردية، على سبيل المثال. وتابعت الصحيفة إن كافة تصرفات السلطات التركية الأخيرة ، في ليبيا وسوريا وأثناء زيارة أوردغان إلى مصر، ترمي إلى هدف واحد، هو تعزيز مساعي أنقرة المتطلعة لدور الزعيم الإقليمي. وتعمل تركيا بنشاط على طرح نموذجها الاجتماعي - السياسي القائم على الجمع بين الإسلام المعتدل والحداثة العلمانية". أما روسيا ، وفقا لصصحيفة فيهمها في سوريا أمران اثنان: المحافظة على قاعدتها البحرية العسكرية في طرطوس، وتجنب عدم الاستقرار في المنطقة. وفي النزاع الحالي بين الأسد وأردوغان لا ينبغي لموسكو أن تقف إلى جانب أي من الطرفين، بل أن تحافظ على العلاقات معهما كليهما. وهذا الموقف قد يساعد روسيا في المستقبل إذا قدر لها ان تلعب دور الوسيط بينهما".