فجرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية مفاجأة مفادها أن توقيف أحمد منصور, مذيع برنامج "بلا حدود", على قناة "الجزيرة", الذي يتابعه ما بين عشرين إلى ثلاثين مليون شخص في العالم العربي, كان نتيجة "اتفاق سري" بين السلطات الألمانية والمصرية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 22 يونيو أن ما يعزز هذه الفرضية, إعطاء السلطات القانونية ووزارة الخارجية في برلين موافقتها للشرطة على اعتقال منصور في مطار برلين. وتابعت " هذه الموافقة لها معنى سياسي مهم، حيث إن اعتقال منصور لم يكن أمرا عاديا, وإنما بموافقة من الوزارات الألمانية، كما أنه ينفي فرضية أن ألمانيا لم يكن لها خيار سوى القبض عليه". وأفرجت السلطات الألمانية في 22 يونيو عن أحمد منصور مقدم البرامج في قناة "الجزيرة", بعد يومين من احتجازه, بناء على طلب من السلطات المصرية. وقد أطلق سراح منصور بعد لقائه المدعي العام الألماني بعد احتجازه في سجن "مؤبيد" في برلين. وكان منصور قد مثل أمام قاضي التحقيق الألماني بعد ساعات من توقيفه في مطار برلين, وقد جرت جلسة استماع له من قبل الشرطة تم نقله بعدها إلى الاحتجاز المؤقت. وكانت السلطات الألمانية احتجزت أحمد منصور في مطار برلين مساء السبت 20 يونيو, بينما كان يستعد لمغادرة ألمانيا، وذلك بناء على مذكرة توقيف مصرية. ومثل منصور أمام قاضي تحقيق ألماني في 21 يونيو، ثم نُقل إلى سجن في برلين, ريثما يبت الادعاء العام في أمر احتجازه. وأكد الاتحاد الدولي للصحفيين أنه سيتدخل لدى أعلى المستويات في الحكومة الألمانية للمطالبة بإطلاق سراح منصور, مستخدما "حقه القانوني العالمي في تمثيل الصحفيين والدفاع عنهم". وقال رئيس الاتحاد جيم بوملحة إن الاتحاد والنقابات المنضوية فيه، بما فيها نقابتان ألمانيتان تضمان سبعين ألف صحفي، يدينون بشكل كامل ما قامت به الشرطة الألمانية. وأشار في اتصال مع "الجزيرة" إلى أن التهم الموجهة لمنصور "تدعو للسخرية والضحك"، وقال :"إن من غير المعقول أن تعطي السلطات الألمانية مصداقية لما يقوله السلطات المصرية, التي تقوم بقمع الصحفيين", على حد قوله. ومن ناحية أخرى، أطلق ناشطون إلكترونيون عريضة عبر الموقع الشهير آفاز (Avaaz petition) طالبوا فيها الإعلاميين والناشطين وأحرار العالم بالتوقيع على مطالبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإطلاق سراح أحمد منصور فورا. وبدوره, أصدر المدير العام لشبكة "الجزيرة" بالوكالة مصطفى سواق مساء السبت 20 يونيو بيانا طالب فيه السلطات الألمانية بإطلاق سراح منصور فورا. واعتبر سواق أن حملة الاعتقالات والقمع بحق الصحفيين من قبل السلطات المصرية معروفة جدا, على حد قوله. وأضاف أن "الجزيرة -وهي الأكثر مشاهدة في العالم العربي- نالت نصيبها من ذلك".