أجرت مذيعة تليفزيونية لقاءً مع سيدة فقيرة جدا قابلتها فى الشارع، وسألتها بعض الأسئلة عن عنوانها وحالتها والعجيب أن المرأة رغم فقرها المدقع إلا أنها كانت قوية الإيمان عزيزة النفس حيث رفضت طلب المذيعة إعانتها ماديًا، وشاهد أحد رجال الأعمال الأثرياء هذا اللقاء وأراد أن يسخر من تلك السيدة المسكينة فطلب من أحد العاملين فى منزله أن يرسل لها كيسًا كبيرا مليء بالقمامة، ولم تصل دناءة الرجل عند هذا الحد بل طلب من عامل آخر مرافقته وتصوير رد فعلها، ونظرا لاعتزاز المرأة بنفسها فقد طلب منهما أن يخبراها بأن هذا الكيس هو جائزة تم السحب عليها من قبل كل من سجلوا مع المذيعة، ودخلت الحيلة على المرأة وفرحت كثيرا بالجائزة المزعومة وشكرت الرجلين وانصرفا بعد تسجيل رد فعلها ولكنها رفضت فتح الكيس فى حضور الرجلين، وعادا للرجل الشرير يبشرونه بما فعلوه، وفتحت السيدة الكيس فوجدته مليئاً بالعملات الورقية الأمريكية ولم تستطع أن تعد المبلغ لضخامته فحمدت الله وسجدت له شكراً، وسافرت من العاصمة لبلدتها حيث تصدقت على أهل القرية وتبرعت ببناء مسجد ومدرسة ومستوصف خيري، وبعد عدة شهور دخل رجل الأعمال لحجرة بمنزله أعدها خصيصا لتخزين الأشياء الثمينة وأخذ كيساً كبيراً وذهب به لأحد المتعاملين معه، وأعطاه الكيس وقال له إن به مليون دولار أمريكى بالتمام والكمال، وفتح الرجل الكيس فإذا به مملوء بالقمامة وثار الرجل وسب رجل الأعمال وأراد رجاله أن يبطشوا به، وتعجب الرجل كيف تحولت الدولارات إلى قمامة، والحقيقة التى غابت عنه أن زوجته قد وضعت القمامة فى كيس من نفس النوع وحدث ما حدث، فرجع المكر السيئ إليه، وصدق الله العظيم حيث قال فى محكم التنزيل "وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ" (سورة فاطر – من الآية 43).