جاءت استقالة الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق من حزب "الحركة الوطنية"، الأسبوع الماضي، لتطرح العديد من علامات الاستفهام حول اتخاذه لهذا القرار في هذا التوقيت. وقال شفيق عبر تغريدة له عبر حسابه على موقع "تويتر": "تقدمت إلى الزملاء أعضاء الهيئة العليا بحزب الحركة الوطنية المصرية، باستقالتي من الحزب". وعلى الرغم من أن شفيق برر استقالته بالظروف الصعبة التي يمارس من خلالها عمله، واعدًا في الوقت نفسه أن يتسع نشاطه السياسي، إلا أن مراقبين اعتبروا أن هذه الاستقالة من قبيل المناورة السياسية في ظل الحرب الدائرة بين الفريق أحمد شفيق والنظام الحالي في مصر، والتي تجلت في منع حواره مع الإعلامي عبدالرحيم علي، متهمًا جهات سيادية بمنع هذا الحوار. وأظهر "برومو" الحوار، للمرة الأولى على السطح الخلاف بين شفيق والسيسي، بعد أن وجه الأول رسالة مبطنة للثاني من مقر إقامته بالإمارات رفض خلالها التهديد والرسائل الأمنية التي وصلته من جهات سيادية مصرية. استقالة الفريق شفيق من رئاسة الحزب جاءت لاحقة لمنع إذاعة حواره مع عبدالرحيم علي، وبروز خلافه مع السيسي إلى العلن، لتكون خطوة على طريق المناورة مع النظام الحالي في مصر، ليعقبها مباشرة رفض واسع من حزبه وزيادة في مشاعر التعاطف معه من أعضاء حزبه، الذين وزعوا رسائل حماسية على مواقع التواصل وعبر أجهزة الاتصال المختلفة، يؤكدون فيها تمسكهم به لم يتوقف الأمر على رفض حزب الحركة الوطنية لاستقالة الفريق أحمد شفيق عبر هيئته العليا وأمناء المحافظات بالإجماع، فمن المقرر أن يتوجه وفد من الحزب إلى أبوظبي نهاية هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل لمقابلة الفريق أحمد شفيق، لإقناعه بالرجوع عن هذه الاستقالة، وهو ما قد يوافق عليه شفيق بعد إصرار الحزب، لتكون استقالته مناورة سياسية للتخفيف من حدة الصراع المحتدم بينه وبين السيسي. وقال المستشار يحيي قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، إن "الفريق أحمد شفيق رمز وقامة كبيرة للحزب وليس مجرد رئيس له فقط، والحديث عن استقالته أمر لا يمكن تقبله"، موضحًا أن الهيئة العليا للحزب رفضت بالإجماع استقالة الفريق من رئاسة الحزب، بالإضافة إلى أن أمانات الحزب على مستوى الجمهورية قد أعلنت رفضها لذلك". وكشف قدري ل "المصريون"، عن أن وفدًا من حزب الحركة الوطنية سيتوجه إلى الإمارات نهاية هذا الأسبوع "ثلاثة من اللجنة العليا للحزب وثلاثة من الأمناء على مستوى المحافظات"، لمقابلة الفريق أحمد شفيق وإقناعه بالرجوع عن قرار الاستقالة بعد رفض الحزب، ولتوضيح الصورة كاملة بإعلان جميع أعضاء الحزب رفض الاستقالة. وأضاف قدري، أن شباب الحزب أكدوا أنه ليس من حق الفريق أحمد شفيق أن يتقدم باستقالته وأصروا على استمراره باعتباره قامة كبيرة للحزب، مؤكدًا أنه أرسل إلى جميع أمانات الحزب على مستوى الجمهورية، لإبداء رأيها مكتوبًا في استقالة الفريق لعرضها عليه أثناء الزيارة، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن يتراجع عن هذا القرار في ظل إصرار وتمسك الحزب بوجوده. وتابع قدري، أن ما يثار عن وجود أزمة بين شفيق والنظام الحالي في مصر لا علاقة له بتقديمه لاستقالته من رئاسة الحزب، لافتًا إلى أن هذه الخلافات لا مكان لها من الأساس، والفريق سيستمر في نضاله الوطني سواء كان خارج مصر أو داخلها، لخدمة شعبها، متوقعًا أن يعود إلى أرض الوطن في أقرب وقت.