وأنصار مرسي: أحد المتعاونين والمتضامنين مع الحلف العسكري في خطوة جديدة ربما تكون الثانية خلال 6 أشهر، طرح المرشح الرئاسي السابق رئيس حزب مصر القوية عبدالمنعم أبو الفتوح، مبادرة جديدة لحل الأزمة السياسية في البلاد، حيث تبنت في مضمونها أكثر من بند، أهمها الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة ومفتوحة خلال عام واحد، والإفراج عن المعتقلين، ومحاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان منذ 30 يونيو. كما شملت المبادرة الدعوة لتعيين رئيس حكومة جديد على أن يكون شخصية توافقية مستقلة غير منحازة، إضافة للإفراج الفوري عن كل المحتجزين تحت الحبس الاحتياطي غير المدانين في قضايا "الإرهاب" والقتل، والفصل الفوري في الإجراءات التعسفية، مثل المنع من السفر والتحفظ على الأموال. مبادرة أبو الفتوح التي جاءت بعد أيام قليلة من مبادرة يوسف ندا القيادي الإخواني البارز خارج البلاد شملت كذلك ضرورة المحاكمة السريعة لكل من تورط في انتهاكات حقوق الإنسان سواء في السجون أو في أقسام الشرطة، أو في قتل أو إصابة متظاهرين سلميين. كما دعت المبادرة إلى التوقف التام عن إصدار قوانين في ظل غياب السلطة التشريعية، ووقف العمل بكل القوانين المخالفة للدستور ولمواثيق حقوق الإنسان. من جانبهم، هاجم عدد من السياسيين من أنصار التحالف الوطني لدعم الشرعية المبادرة ورئيس حزب مصر القوية، معتبرين أن هناك اعترافًا منه بشرعية السيسي وهو أمر غير مقبول. وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، إن مبادرة أبو الفتوح هي مبادرة من شخص يمكننا أن نحترمه ونقدر أخلاقياته الإنسانية الرفيعة، رغم أننا لم نتوافق يومًا مع خطه الفكري سواء وهو قيادة بارزة في جماعة الإخوان المسلمين أو بعد تركه للجماعة. وأضاف في تصريحات ل"المصريون" الدكتور أبو الفتوح كان أحد المتعاونين والمتضامنين مع الحلف العسكري العلماني الذي أجج الكراهية في المجتمع وحرض فئات الشعب ضد بعضها، وكان سببًا أكيدًا - بغفلة من البعض وتآمر من الآخرين - ؛ حتى لو أظهروا التبرؤ منه بعد دمويته المفرطة وفشله الذريع على كل الأصعدة. وأشار إلى أن مبادرته إن جاز أن نسميها مبادرة أصلا فهي لا تستحق هذا الوصف في الحقيقة؛ لأنها ترتكز على حماقتين: الأولى؛ أنها تنص على بقاء السيسي لمدة عام والثانية؛ أنها تتناسى الشهداء والمصابين وحقوق الأسرى بل وتقر التهم الملفقة لهم، مضيفًا "هذا كله غيبوبة حقيقة عن الواقع، فلا الديكتاتور العسكري سيترك لكم السلطة بعد سنة ولا القصاص سيتأخر". كما أشار إلى أنها بهذا الاعتبار تأتي من موقع المعارضة السياسية، أي أنها تأتي من شخص يعترف بشرعية النظام الفاسد فاقد الشرعية والإنسانية، ومعلوم أن المعارضة السياسية هي جزء من أي نظام سياسي ونحن في الحقيقة لا شأن لنا بالنظام برمته لا مؤيديه ومواليه ولا معارضيه ومنتقديه من الداخل. وقال الدكتور عمرو عادل القيادي بحزب الوسط أن أبو الفتوح يريد دائما الإحساس أنه مختلف ويخرج علينا بإبداعاته التي تحار فيها العقول. وسخر "عادل" في تدوينة له عبر فيسبوك من اتجاهات أبو الفتوح قائلاً "بعد الإبداع الأخير أمس يبدو أنه ينافس الفيلسوف والطبيب الهاشتاج في إحساسه إن العالم منتظر كلمات، مختتمًا "القذافي فكرة لا تموت، معين لا ينضب". على جانب آخر، قال أحمد عز العرب، نائب رئيس حزب الوفد، إن المبادرة التي قدمها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، مرشح الرئاسة السابق، هي عبارة عن تضيع وقت لنا، خاصة أن أبو الفتوح يكثر من الأقاويل ولم يصبح أحد يصدق ما يقوله، فكل ما يفعله الهدف الوحيد منه إحداث بلبلة فقط. وأكد عز العرب"، أن أبو الفتوح ينفذ مخططًا لجماعة الإخوان، ليعمل على خراب البلاد، وأن الوقت الحالى يحتاج إلى التكاتف والاصطفاف حول مبدأ واحد، وهو الوصول بمصر إلى بر الأمان، والتخلص من الإرهاب الراعى الرسمى للإخوان في مصر، بدل تضييع الوقت الذي يفعله أبو الفتوح - على حد قوله. في المقابل قال المحلل السياسى، حسنى السيد، معقبا على المبادرة إن تلك المبادرة ليس لها أي قيمة على الإطلاق في الوقت الراهن، وخاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تم تأييده من جموع الشعب المصري آنذاك، فكيف يطالب أبو الفتوح هنا بإجراء انتخابات رئاسية لمدة عام ونحن لدينا رئيس منتخب، على حد تعبيره. وأوضح "السيد"، أن أبو الفتوح ليس من حقه مطالبة الرئيس بالإفراج عن كل المعتقلين، لأنهم على ذمة قضايا لم يتم البت فيها، وخاصة أن أغلب المعتقلين محبوسين على ذمة قضايا سياسية، تهدد الأمن القومى، وكذلك لأن قرار الإفراج عن المعتقلين في يد رئيس الجمهورية وهو الوحيد الذي يمتلك هذا الحق. وأشار السيد إلى أن الدكتور أبو الفتوح لا زال نائم ولم يستيقظ بعد، ليعلم حينما يسقط أن ما يدعوا إليه لا يتفق لا مع الواقع ولا مع متطلبات ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بحكم الإخوان بعد عناء استمر طيلة عام بأكمله، فيجب أن يعلم أبو الفتوح أنه لولا ثورة 30 يونيو لكانت مصر الآن صورة طبق الأصل مما نراه اليوم في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، على حد وصفه.