رَصَدَت "المصريون" طرق سرقة رمال البرلس السوداء المليئة بالمواد المشعة, من منطقة شمال الطريق الدولى الساحلى بمحافظة كفر الشيخ, وذلك من خلال العشرات من سيارات النقل التى تعمل مساء كل يوم أسفل كوبرى قرية البرلس, حيث تقوم بتعبئة الرمال وبيعها لراغبى البناء وصناعة الطوب. وتوجد بقرية البرلس 5 محاجر لبيع تلك الرمال على مرأى ومسمع من الجميع, بالإضافة كل ذلك يحدث فى غفلة من المسئولين فى المحافظة وكذلك من حرس الحدود وشرطة المسطحات المصرية، ومن ينتظر ولمدة ساعات الليل كل ليلة سيجد سيارات النقل تبدأ فى الاتجاه لموقع الرمال لتحمل عبوتها منها وبيعها لمافيا الرمال السوداء بأبخس الأثمان. وكانت دراسة علمية لهيئة دولية "هيئة المواد النووية" بالقطامية، أثبتت أنَّ الحكومة تُهدر رمال منطقة البرلس الساحلية المليئة بالمواد المشعة مجانًا, وأضافت أنّ رمال البرلس تضم 387 مليون طن من المواد المشعة والنادرة، منها خامات (الزيكرون والمونازيت)، وهما من الخامات التى تستخدم فى المفاعلات النووية, كما تضم فى مكوناتها (الروتيل والألمينيت) المستخدمين فى صناعة الصواريخ الباليستية, إلى جانب احتواء رمال البرلس السوداء على خامات أخرى تدخل فى صناعة البويات والسيراميك. وذكرت الدراسة أن من بين المكونات الموجودة فى رمال البرلس خامات مشعة توجد فى الرمال السوداء نسبة تركيزها 4.5%, وهى نسبة عالية وفقا للمعايير العالمية، وحثت الدراسة الحكومة المصرية على الاستفادة من رمال البرلس لكونها تعد ثروة لا تقدر بثمن. وقال فايد الشاملى، مدير شئون البيئة بالمحافظة، "إنّ هيئة المواد النووية أجرت دراسة بمنطقة ساحل البحر المتوسط، واكتشفت أن الرمال بهذه المنطقة تتضمن عناصر ثقيلة عالية يتطلب استغلالها اقتصاديا، وأن 4% من الرمال السوداء تتضمن مواد مشعة، منها اليورانيوم وأملاح الذهب والثيريوم والبوتاسيوم". أما أحمد الجزيرلى، عضو المجلس المحلى لقرية البرلس, فقال إنه تقدم عدة مرات بشكاوى بسبب إهدار المال العام وسرقة الرمال السوداء, التى لا يعرف قيمتها أحد من هؤلاء الذين يحملونها ويبيعونها المتر بسعر 8 جنيهات, ليستخدموه فى البناء وصناعة الطوب, وحمولة السيارة 100متر, بالإضافة إلى أنه إذا زادت مياه البحر وأتت نوة فستغرق القرية والقرى المجاورة.