الذُّعَرة طائر صغير يكثر من تحريك ذنبه ولا يرى أبدًا إلا مذعورًا ، وهو المعروف عندنا بمصر ب ( أبي فصادة ) ، وفي الشام ب ( أم سَكَعكع ) ، وفي العراق ( زيطة وزطزاطة ) . تذكرت ( أبو فصادة ) وأنا أشاهد حلقة الأربعاء الماضي لبرنامج ( معكم ) الذي يقدمه صحفي الفضائح والإثارة عادل حموده على قناة cbc وهو برنامج مفلس لا يمت للمهنية بصلة ، حيث يقوم على قراءة ما جاء ب ( جريدة الفجر ) التي يرأس تحريرها هذا المتتبع لعورات الناس ويسترزق من ورائها ، ويتخلل ذلك مجلسا مع ضيوف يخدّمون على رأيه وما جاء بالجريدة . * * * كانت هذه الحلقة ضمن سلسلته من ( مجالس المذعورين ) التي ترمي إلى نقل الخوف والفزع إلى قلوب المصريين والعالم من حولهم إلى خطورة اختيار التيار الإسلامي في الانتخابات .. وأن الجحيم ينتظركم إن انتخبتموهم ، فسيقطعون آذانكم وأرجلكم وأيديكم وأرزاقكم ، فصار مجلسًا للنياحة على مصر ومستقبلها ، كان ينقصه فقط لطم الخدود وشق الجيوب .. ( أبو فصادة ) أعلن منذ شهور أنه سيأخذ ( شنطته ) ويرحل من الديار هلعا من وصول الإسلاميين للحكم ويومها ناشده الشيخ صفوت حجازي بأنه سيقف له في المطار ليمنعه من السفر وطمأنه ، ولكن يبدو أن الذعر دب في فرائصه وصار مستعصيًا . قبل أسبوعين تقريبا كان ضيفه ( وحيد حامد ) سيناريست الإرهاب الشهير والمعروف بالعداء والتخصص في تشويه التيارات الإسلامية . وبصورة فجة راح الاثنان يتحدثان عن رحلة المسيرة في العداء للتيارات الإسلامية وتحولت الحلقة لوصلة ردح للإخوان والسلفيين . ونسى ( السينارست التاجر ) أن ابنه هو مُخرج حملة المخلوع الأخيرة للرئاسة .. * * * في مجلس الذعر الأخير جلس المذعور الكبير ( حموده ) وحوله بعض تلامذته النجباء إبراهيم عيسى ووائل الأبراشي ومعهما عمرو خفاجي .. جلسوا يستعيدون الأمجاد في ( روز اليوسف ) حيث الفضائح والبحث عن عورات البيوت والإثارة والإشاعات .. استهل المذعور الكبير البداية باستجداء عطف المشاهدين ليشاهدوا برامج ( التوك شو ) التي يقدمها هو وتلاميذه . ومتسائلا : لماذا انصرف الناس عنها ؟ فقاطعه مذعور من تلامذته ( إبراهيم عيسى ) ليؤكد له : أن منحنى الإقبال على الصحف صار ضعيفا أيضا .. * * * انتفض المذعور الكبير ( حموده ) ليعلن لهم بكل تجهم أن ( بناته خائفين ) ومبينا خطورة الدعاة على الفضائيات الإسلامية ومصادر تمويلها .بالرغم من أن هذه الفضائيات الإسلامية للآن لم تقم بواجبها في التصدي للمبطلين والرد على ترهاتهم وانشغال أكثرها بالوعظ والتذكير !! انبرى التلاميذ يصرخون وتناسوا أنهم كلهم رؤساء تحرير لصحف ويعملون في برامج فضائيات لرجال أعمال بعضهم لفلول الحزب الوطني وأصدقاء للمخلوع . والسؤال : ماذا كانوا يفعلون لو أنهم لا يملكون منابر إعلامية وصحف هيئت لهم بعناية ليشوهوا من خلالها التيار الإسلامي ؟ * * * أخذ المذعور الكبير يحرض ( المجلس العسكري ) للقيام بما قام به عبد الناصر من إقصاء واستبداد للإخوان المسلمين .. وراح يحرض ( الأقباط والصوفية ) على التيار الإسلامي مؤكدا أنهم لن يصوتوا للإسلاميين !! وشمل التحريض من يعمل في السياحة !! فقاطعه مذعور من تلاميذه ( إبراهيم عيسى ) متقمصًا دور المحلل النفسي للتيار الإسلامي ومنظرًا لأصول مهنة الإعلام مؤكدًا على أن ( الإخوان والسلفيين ) لن يسمحوا لهذه الكتل بالتصويت وأخذ يسرح بالمشاهدين بخياله المريض ويشرح لهم سيناريو يوم الانتخابات : أن الإسلاميين سيأتون من الساعة الخامسة فجرا في الطوابير ليصوتوا قبلهم ويعوقوهم عن الانتخاب !! وسارع مذعور مسكين ( عمرو خفاجي ) على طريقة ( وجدتها .. وجدتها ) لينبههم على أن لا ينسوا أيضا ( حزب الوسط ) فهو حزب خطير خارج من عباءة الإخوان !! وراح مذعور بارع في التمثيل لدور متقصى الحقائق ( الإبراشي ) ليكرر اسطوانته المشروخة واتهاماته المملة ضد السلفيين وأنهم يكفرون .. الخ !! * * * من شاهد ( مجالس المذعورين ) وما أكثرها هذه الأيام يدرك تماما مدى الاستخفاف بالعقول الذي يروج له هؤلاء فهم أصحاب عقول لا تعرف إلا لغة واحدة هي لغة ( الإقصاء والاستعلاء ) فقد فتحت لهم الصحف والمجلات والإعلام والسينما في نظام الفرعون المخلوع ليساهموا في استضعاف التيار الإسلامي على طريقة فرعون موسى { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }[القصص:4] والله المستعان . [email protected]