قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإلغاء مشاركته في القمة الأفريقية واجتماعات دول نيباد المقررة الأحد في مدينة جوهانسبرج في جنوب أفريقيا، حسبما أعلنت الرئاسة المصرية. ويأتي ذلك في وقت طالبت فيه منظمة حقوقية في جنوب أفريقيا رسميا من السلطات هناك القبض على السيسي، حال وصوله إلى البلاد، بزعم ارتكاب جرائم حرب. وقال علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، نقلا عن بي بي سي، إن السيسي "فضل البقاء في مصر لمتابعة الأوضاع الداخلية في البلاد." وكان مجلس الوزراء قد قال في وقت سابق إن رئيس الوزراء إبراهيم محلب سوف يرأس وفد مصر إلى القمة الإفريقية. وأكد يوسف "متابعة الرئيس السيسي للمشروعات المختلفة وتطورات الأوضاع في مصر هو ما أثناه عن المشاركة في القمة الأفريقية وليس لأي سبب آخر." وشدد السيسي في أكثر من مناسبة على ضرورة العودة بالعلاقات المصرية مع باقي دول أفريقيا إلى وضع يليق بأهميتها وأنه لابد من الاتجاه إلى تدعيم تلك العلاقات. وكان مقررا أن يرأس السيسي أيضا وفد مصر في اجتماعات مجموعة مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية جنوب أفريقيا "نيباد"، في جوهانسبرغ. وأعلن اتحاد المحامين المسلمين في جنوب أفريقيا أنه تقدم بطلب رسمي إلى إدارة الشرطة وجهاز النيابة العامة ووزارة العدل في البلاد للقبض على السيسي في حالة وجوده في جوهانسبرج، وفقا لما ذكرته بي بي سي عربي. وتقدم الاتحاد بالوثائق "التي تدل على ضلوع السيسي في جرائم حرب للنيابة العامة والشرطة في جنوب أفريقيا"، حسبما قال يوشا طيوب، عضو الاتحاد لبي بي سي. وتعهد طيوب بأنه حال رفض الطلب، سوف يلجأ الاتحاد إلى محكمة الأمور المستعجلة لإصدار مذكرة لاعتقال الرئيس المصري. في عام 2002، صدقت جنوب أفريقيا على معاهدة روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية، ما يمكن القضاء في جنوب أفريقيا نظر قضايا متعلقة بجرائم ارتكبت خارج البلاد، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وقال طيوب إن "مواطنا مصريا يعيش في جنوب أفريقيا قدم لنا أدلة أظهرت بوضوح وقوع جرائم حرب في بلاده، حيث كان قد تعرض هو وأسرته لاعتداءات خلال مشاركتهم في الاحتجاجات المناوئة للنظام في أغسطس عام 2013." وتشن جماعة الأخوان المسلمين حملة قانونية في أكثر من دولة تستهدف ملاحقة المسئولين المصريين الذين يزورون هذه الدول. ويعلن حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي للجماعة، أنه يمول هذه الحملة في بريطانيا. وكانت الحكومة المصرية قد حظرت جماعة الإخوان في أواخر عام 2013 بوصفها "جماعة إرهابية". كما تطالب السلطات المصرية دول العالم باتخاذ خطوة مماثلة.