أثارت زيارة الإخوان المسلمين، ل "الخارجية الأمريكية" حفيظة رفقاء الدرب وأصدقاء الميدان في "السراء والضراء"، لاسيما بعد إعلان الطرف الثاني رفضه الصريح لاستقبال الجماعة، وممثليهم عن المجلس الثوري والبرلمان المصري. على أثر ما ذكر سلفًا، شن عدد من الشخصيات ذات التوجه الإسلامي، هجومًا مفاجأ وغير متوقع على قادة الجماعة لأول مرة، منذ الأحداث الأخيرة التي لحقت بالتيار الإسلامي برمته. ورغم أن الزيارة كانت بغرض تقديم تقريرًا كاملًا عن المحاكمات الأخيرة ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، وقيادات المعارضة، وفضح عنف النظام، إلا أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جيف راثكي ، قال:"قررنا عدم عقد أي اجتماع.. نتعامل مع ممثلين من كل الأطياف السياسية، ليس لدي أي سبب آخر سوى أننا لن نلتقي معهم هذه المرة". الدكتور سعد فياضالقيادي بالجبهة السلفية، هاجم جماعة الإخوان بعد إثارة هذا الأمر، واستنكر طريقتهم في التعامل مع هذا الحدث الذي استغله كارهي الإسلاميين للترويج برفض أمريكا زيارة الإخوان. وقال فياض "إن بعض السياسيين أوحى لبعض القيادات السياسية للإخوان أن الإدارة الأمريكية من الممكن أن تلتقي بهم لوقف الإعدامات، فسارعوا مباشرة لطلب اللقاء والتجهيز له، ثم خرجت الإدارة الأمريكية في تصريح مرئي ترفض اللقاء بدعوى أنها على مسافة واحدة من الجميع في مصر". وأضاف قيادي الجبهة السلفية مستاء "لا أعلم هل هذا التسرع خفة ممن صدق أم خدعة ممن رفض، ولكني أعلم أن أمريكا هي التي دقت كنائسها لاستشهاد حسن البنا ودعمت إعدام سيد قطب وإخوانه، وهي التي قتلت من هذه الأمة ملايين الأبرياء، وهي أكبر داعم للانقلاب على مرسي" . وتابع: "إن هذا الموقف لا يسوء الإخوان فقط بل للأسف هو إساءة لكل مسلم، لأنه موقف استعلائي مقصود ضد أكبر جماعة إسلامية، ولا أعلم إلى أي مدى من التخبط والتيه ستسير إليه هذه القيادات التي تقاتل للبقاء وليس للنصر وبعقلية التنظيم وليس الأمة وبروح السياسي وليس الثائر"، مختتما "استقيموا يرحمكم الله وصححوا مساركم قبل أن تقع الكارثة". ولنفس السبب هاجم المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة، والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، بعض القيادات الإخوانية واتهمهم بأنهم لا يسعون إلا لاستعادة الكرسي. وقال شيحة: "لأننا سنحاسب أمام الله، شهادة لله عز وجل "أقبل أيدى وروؤس شباب الإخوان ورجالهم ونسائهم الأطهار الذين قدموا ويقدمون أرواحهم كل يوم من أجل قضية أساسها دين وليس أشخاص هكذا أحسبهم والله حسيبهم". وفي المقابل قال شيحة: "سامح الله متصدرى المشهد الحالى من بعض القيادات الإخوانية التى ما تفكر إلا فى استعادة الكراسى وبعض المصالح الضيقة مدعين احتكار الفهم ويصعدون ويهبطون مع كل تصريح دولى ومع كل حراك إقليمى". وتابع معاتبا: "كان الأولى عدم الكتابة والحديث إليهم مباشرة ولكن الكتابة بعد استنفاذ كل المحاولات والفشل فى ذلك، فهؤلاء السادة يتحالفون بالقطعة ويتواصلون حسب المصلحة"، مختتمًا: "فى هذا المقام أتذكر الحبيب محمد البلتاجى فك الله أسره وجميع اخواننا".. هذه بداية . في هذا الاتجاه انتقد ممدوح إسماعيل، البرلماني ومحامي الجماعة الإسلامية السابق، طلب الإخوان مقابلة الإدارة الأمريكية، وقال معلقا على رفض أمريكا مقابلة أعضاء المجلس -، "بركة، ألف مبروك، ياريت الناس تفوق، وتعرف كيف تفكر وأين تضع خطواتها". وأضاف إسماعيل مذيع قناة رابعة: "الخارجية الأمريكية ترفض لقاء وفد ما يسمى المجلس الثوري للإخوان بدون تسبيب الرفض، لكنه سبق للخارجية المصرية أن طلبت من الأمريكان ذلك". وكانت جماعة الإخوان ترتب لزيارة إلى أمريكا الأسبوع المقبل لتقديم تقريرًا كاملًا عن محاكمات الإعدام الأخيرة قيادات المعارضة والإخوان، ومن ثم اقتصرت الزيارة على لقاء بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي والمراكز الفكرية والسياسية و عدد من الخبراء والشخصيات النافذة والمؤثرة علي صناعة القرار- بحسب بيان صادر عن أعضاء المجلس الثوري.