أكّد وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف"، اليوم الخميس، أهمية العلاقات بين بلاده والعالم الإسلامي، وضرورة تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، لا سيما في ظل "التهديدات الجادة التي تواجه الدول الإسلامية، من قبل الجماعات المتطرفة، التي تستغل الدين للتغطية على جرائمها"، على حد تعبيره. جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير الروسي، خلال افتتاح أعمال واجتماعات مجموعة "روسيا والعالم الاسلامي - رؤية استراتيجية" اليوم الخميس في العاصمة الروسية موسكو. وأضاف الوزير الروسي أن بلاده "مهتمة بالتصدي للإرهاب كباقي الدول الإسلامية، لوجود ما يزيد عن 25 مليون مسلم في الاتحاد الروسي. وقرأ لافروف على الحاضرين، رسالة ترحيبية بعثها الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، وأكد من خلالها على دعمه لعمل المجموعة، واستعداد بلاده لتنفيذ أية مقررات أو أفكار قد تخرج بها الاجتماعات، مرحبًا بالحضور من مختلف البلدان الاسلامي. كما أعلن منسق المجموعة "فينيامين بوبوف"، أن القائم بأعمال رئيس جمهورية تتارستان "رستم مينيخانوف"، سيترأس أعمال المجموعة، بتكليف من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".
وشكر رئيس منظمة التعاون الإسلامي "إياد مدني"، في كلمته، روسيا رئيسًا وحكومةً على إعادة إطلاق عمل المجموعة، لا سيما في ظل التحديات الخطيرة التي تواجه الأمن والسلم العالميين، معربًا عن أمله في أن يتمكن المجتمعون من الخروج بآليات جديدة، توحّد جهودهم في مواجهة مخاطر التطرف والإرهاب التي بات عنوانها الأبرز تنظيم "داعش". وألقى رئيس مجلس المفتين في روسيا الشيخ "راوي عين الدين"، كلمة تحدث فيها عن الجهود التي يبذلها المجلس من أجل تنمية ونشر الفهم الحقيقي للإسلام، مؤكّدًا أن روسيا "تشكل نموذجًا في التعايش بين مختلف الأديان"، كما نوه في كلمته إلى الدور الكبير الذي تقوم به قيادة جمهورية تتارستان، لنشر الثقافة الإسلامية، وتعميم قيم التسامح والتراحم بين أتباع مختلف الديانات، ومؤكّدًا أن قيادة الجمهورية تسعى بشكل جاد لقيادة الأمة الإسلامية في أوروبا. وأضاف رئيس مجلس المفتين "أن أحد أهم عوامل الاضطراب في منطقة الشرق الاوسط، هو عدم حل النزاع العربي - الإسرائيلي، وعدم إقامة دولة فلسطينية"، مشددًا على ضرورة حل الأزمة السورية، على أسس "تثبيت شرعية الحاكم والامتثال لقوانين البلاد وخروج المحاربين الأجانب"، داعيًا إلى "إطلاق حوار وطني شامل في كل من اليمن وليبيا والعراق، لاستعادة الأمن والاستقرار المفقودين". يشار إلى أن العاصمة الروسية، شهدت اليوم افتتاح أعمال واجتماعات مجموعة "روسيا والعالم الاسلامي - رؤية استراتيجية"، والتي تستمر ليومين، بمشاركة رسمية من قبل الحكومة الروسية، وممثلين عن دول عربية وإسلامية أبرزها الجزائر، وأفغانستان، ومصر، وبنغلاديش ، وألبانيا، وأندونيسيا، والعراق، وكازاخستان، وقطر ، وقرغيزيا، وتركيا، وغيرها. ومن المتوقع أن تصدر المجموعة بعض التوصيات، التي تدعو إلى توحيد الجهود في التصدي للإرهاب، علمًا بأن قرارات المجموعة ليست ملزمة لحكومات الدول المشاركة. وكانت المجموعة تأسست عام 2006، عشية انضمام روسيا لمنظمة التعاون الإسلامي، بصفة مراقب، وترأسها منذ انطلاقها وحتى توقف عملها قبل نحو 3 أعوام، وزير الخارجية الروسي الأسبق "يفغيني بريماكوف".