تتسارع خطوات المصلين من كل حدب وصوب، من مختلف أرجاء القاهرة الكبرى بل والمحافظات، للحضور مبكرًا صبيحة فجر يوم 26رمضان من كل عام لعلهم يتمكنون من حجز مكان لهم داخل مسجد عمرو بن العاص لأداء صلاة التراويح ودعاء ليلة القدر وراء قارئهم المفضل محمد جبريل. جبريل قارئ القرآن الكريم, ابن بمحافظة القليوبية بمصر، حفظ القرآن الكريم وعمره لا يتعدى 9 سنوات، حاصل على ليسانس في الشريعة والقانون من جامعة الأزهر, حفظ القرآن الكريم وعمره 9 سنوات وفاز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية والعالم الإسلامي أكثر من مرة وحصل على العديد من الأوسمة من البلاد الإسلامية التي قام بزيارتها، يؤم المصلين في صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص منذ عام 1988 م. لكن يبدو أن هذا العام يختلف عن سابقيه، فالقارئ المذكور لن يكون موجودًا هذا العام لإمامة المصليين، فرض عليه الوضع السياسي ذلك كغيره ممن تضرروا في الأحداث أن يختفي من المشهد بعدما عاد غير مرغوب فيه. كتب القارئ قبيل دخول شهر رمضان رسالة أوضح فيها بطريقة غير مباشرة كيف تأثر بالأحداث، وأنه لن يكون موجودًا هذا العام بمسجد عمر بن العاص هذا العام. وجاء في نص الرسالة: الأخوة الكرام سلام عليكم ورحمته وبركاته، ورمضان كريم علينا وعليكم.. كان بودّي أن اجعل لبلدي مصر كل رمضان ولكن ليس كل ما يسمع يقال، وكل لبيب بالإشارة يفهم، وعندما أكتفي بليلة واحده يكون هناك شيء حدث رغما عني، وكلما تسنح لي فرصة ويسمح لي تجدوني في صلاة الجمعة أكثر من مره كل شهر في مسجد عمرو بن العاص (رضى الله عنه)، يعني لا أريد مزايدات علي حبي لمسجد عمرو بن العاص (رضى الله عنه)، إنما الأمر كله ليس بيدي والأمر لله وحده، ومعلوم أنه منذ أن أكرمني الله بالإمامة في مسجد عمرو بن العاص (رضى الله عنه) جعلتها حسبة لوجه الله، ورزقي عليه جل في علاه، وهي كذلك إلى أن ألقي الله إلا إذا كان هناك شيء حدث رغما عني. وأما عن اتهام البعض بخصوص المبيعات السى دى وخلافه.. فجميع التسجيلات على الموقع، والانترنت مخلاش حاجه، وهل شققتم عن قلبي وما أود فعله؟ واعلموا جميعا يرحمكم الله أن حبي لمسجد عمرو بن العاص (رضى الله عنه) ولمصر يفوق أي حب ولاداعي لمثل هذا الكلام غير المسئول والخارج عن اللياقة فلا تتهموا الناس بالباطل دون أن تعلموا شيئا. ولو قدر الله سبحانه وتعالى أن نكون معكم فلن نتأخر وهذا يسعدنا وربنا يرفع الغمة عن بلادنا.. وأذكركم ونفسي بكلام سيد الرجال صَلي الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت). وأسأل الله أن يصلح حال العباد والبلاد ويبارك في العمر لنري بلادنا مستقرة هادئة وساعتها نعطي مصر شهر رمضان كله. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخوكم محمد جبريل. وكان جبريل تعرض للتضييق من قِبل النظام منذ رمضان قبل الماضي بعد أن دعا على الظالمين في صلاة الفجر بمسجد نادي الصيد عقب أحداث المنصة والتي راح ضحيتها العشرات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى على خلفية اعتصامهم بميدان رابعة العدوية. وصرح عقب دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي وقت أن كان وزيرًا للدفاع للتفويض في 24يوليو 2013 بأنها دعوة لقتل الناس دون وجه حق. وحمّل السيسي المسؤولية الكاملة عن سفك دماء أى مصري، وطالب المصريين بعدم الاستماع لهذه الدعوات الهدامة، وقال "إننا نعيش الآن في الفوضى حيث لا دولة"، وأشار إلى أنه لولا الشباب والإخوان لما نجحت ثورة 25 يناير. كما استنكر جبريل تصريحات السيسي بأن الإخوان استخدموا الديمقراطية للوصول للحكم، حيث رد عليه قائلًا: "أنا أعرف واحد استخدم الدبابة وقتل 6000 عشان يوصل للحكم!" وكتب جبريل في تغريدة سابقة له على موقع "تويتر": "هذا الوطن للعلمانيين والنصارى والصليبيين والمعاتيه والحمقى والأغبياء والراقصين والكذابين والمنافقين"، مضيفًا: "لما الجنود ماتت أيام مرسى عملوا تمرد لما الجنود ماتت أيام السيسى عملوا وقفة تأييد للجيش، سيذكر التاريخ إن الحاجة الوحيدة اللى صدرناها من يوم ما مسك السيسى هى الانقلابات". هاشم إسلام، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، قال إن "النظام الحالي أغلق القنوات الإسلامية وفتح القنوات العلمانية، ويستخدم نفاق مؤسساته الدينية المتلونة ليأخذوا منها الفتوى ويرفع راية الكفر"، مشيرًا إلى أن الحقيقة الغائبة هي محارب الإسلام.
واستند إسلام في تصريحه إلى "المصريون" إلى "اعتقال العلماء، وتوحيد الخطبة، وتسييس الدين، وتجديد الخطاب الديني بدون وعي، وتصدر إبراهيم عيسي، إسلام بحيري ، وجابر عضفر" مشهد 3 يوليو لمهاجمة الإسلام".