شدّد نائبان لبنانيان، اليوم الإثنين، على أن تمكن حزب "العدالة والتنمية"، من الفوز بالمرتبة الأولى للمرة الرابعة على التوالي، في الانتخابات العامة بتركيا، رغم ما يتعرض له من "ضغوطات" من هنا وهناك يعتبر "فوزا كبيرا جدا"، مشيدين ب"الديمقراطية التركية الرائدة" في المنطقة. النائب عن الجماعة الإسلامية في البرلمان اللبناني، عماد الحوت، اعتبر أن حزب العدالة والتنمية "خرج من الانتخابات، بفوز كبير جدا، وبفارق شاسع عن بقية الأحزاب"، مستغربًا "محاولات البعض تصوير النتائج على أنها هزيمة". ورأى الحوت في حديث ل "الأناضول" أن بعض أصوات الناخبين "لم تُحجب عن العدالة والتنمية بسبب أزمات المنطقة أو لأسباب اقتصادية أو تنموية، بل بسبب سعي الحزب لتغيير النظام من برلماني الى رئاسي"، مشيرا أن "جزءً من الشعب التركي لم يتقبل هذا الطرح". وأضاف أن "التكتل الكبير لكل المتضررين من سياسة تركيا ساهم أيضًا بالضغط في مواجهة حزب العدالة والتنمية، إضافة للخطاب الذي انتهجه البعض لاستثارة الأقليات". وأشاد الحوت بموقف رئيس الوزراء التركي، رئيس حزب العدالة والتنمية، أحمد داود أوغلو، الذي عبّر فيه عن احترام إرادة الشعب التركي، معتبرا أن هذا الموقف "قمة التوجه الديمقراطي"، لافتاً أن "الإسلام يقبل تداول السلطة دون أية مشكلة". وتوجه النائب اللبناني لحزب العدالة والتنمية بدعوته الى "الاستمرار برؤيته الطموحة لتطوير تركيا والثبات على مواقفه من القضايا الإسلامية والعالمية". من ناحيته، اتفق النائب في "كتلة المستقبل"، معين المرعبي، مع النائب الحوت بأن ما حققه حزب العدالة والتنمية "فوز كبير، وبفارق مهم جدا عن الحزب الذي يليه بالمرتبة الثانية"، مشيدا ب "الديمقراطية التركية الرائدة في المنطقة، التي أرسى مبادئها حزب العدالة والتنمية على مدى أكثر من 12 عاما من حكمه، وهذه نقطة إيجابية تسجل في سجله". وأضاف المرعبي في حديث ل"الأناضول" أنه "عندما نرى حزب العدالة والتنمية يتعرض لضغوط كبيرة، تمارس عليه من هنا وهناك في ظل نجاحاته الباهرة على مختلف الأصعدة، ورغم ذلك يحقق ما حققه بالأمس، فهذا نجاح كبير جدا". وشدد على "الاحترام الكبير لإرادة وقرار الشعب التركي"، مثمنًا موقف داود أوغلو في هذا الصدد. يشار أن حزب "العدالة والتنمية"، تمكن من الفوز بالمرتبة الأولى للمرة الرابعة على التوالي، في الانتخابات العامة بتركيا، في ضوء النتائج غير الرسمية للانتخابات التي شهدتها البلاد الأحد. وخاض حزب العدالة والتنمية منذ تأسيسه في 14 أغسطس/آب 2001، 4 انتخابات عامة، في 2002، و2007، و2011، فضلا عن انتخابات أمس. كما فاز الحزب، الذي يتولى السلطة منذ 12.5 عاما، في 3 انتخابات محلية، في أعوام 2004، و2009، و2014، إلى جانب فوزه بانتخابات الرئاسة التركية، العام المنصرم. وانطلقت في الثامنة صباح أمس الانتخابات العامة في جميع الولايات التركية، واستمرت حتى الساعة الخامسة مساءً، إذ توجه حوالي 53 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم، التي تنافس فيها 20 حزباً، على رأسها حزب"العدالة والتنمية" الحاكم، وأحزاب "الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، و"الشعوب الديمقراطي"، إضافةً إلى 165 مرشحاً مستقلاً. وبحسب النتائج الأولية فقد فاز "العدالة والتنمية" ب258 مقعدا، و"الشعب الجمهوري" ب132 مقعدا، و"الحركة القومية" ب81 مقعدا، فيما حصد "الشعوب الديمقراطي" 79 مقعدا، وذلك من إجمالي عدد نواب البرلمان البالغ 550 نائبا. وكان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أكد في أول تعليق له حول النتائج غير الرسمية للانتخابات احترامه قرار الشعب التركي، الذي سيصدر عن صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية.