للمرة الأولى منذ 13 عاما، عجز حزب العدالة والتنمية المحافظ عن تحقيق الأغلبية المطلقة في البرلمان التركي، حسبما أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي أجريت الأحد. وبحسب تقرير نشرته صحيفة "عربي 21" فان هذه النتائج تسببت في موجة من الشماتة ظهرت عبر وسائل الإعلام المصرية ، التي تابعت حصول الحزب الحاكم على 43% فقط من مقاعد البرلمان، وهي النسبة التي ستجعله مضطرا لتشكيل "حكومة أقلية" هشة، أو التحالف مع حزب - أو أحزاب أخرى - لتشكيل حكومة توافق، وإلا سيدعو الرئيس رجب طيب أردوغان لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في غضون عدة أشهر. وكان حزب العدالة والتنمية قد فاز في آخر انتخابات تشريعية أجريت عام 2011 بنسبة 49,8% من الأصوات. أيام أردوغان معدودة وقالت صحيفة التحرير إن أردوغان المغرور خسر كبرياءه في الانتخابات. من جهتها، قالت صحيفة الفجر إن أردوغان يقضي أيامه الأخيرة في الحكم، مشيرة إلى أنه يشعر بقلق حقيقي من إقصائه عن السلطة بعد أن انتفض الشعب التركي رافضا سياساته، على حد تعبيرها. ونقلت عن محمد ابو حامد، البرلماني السابق، قوله إن نظام أردوغان من أكثر أنظمة العالم قمعا للمعارضين، وهو أبعد ما يكون عن الحرية والديمقراطية، مشددا على وجود إجماع شعبي ضد سياسة أردوغان. وقال الإعلامي عمرو أديب إن أردوغان فشل في تحقيق أهدافه في الانتخابات التركية، وخسر الأغلبية المطلقة، ولن يستطيع تغيير الدستور ليمنح نفسه مزيدا من الصلاحيات. وأشار أديب - عبر برنامجه "القاهرة اليوم" مساء الأحد - إلى أن أردوغان يترنح وأن حزبه يشعر بالهزيمة بعدما أصبح لا يحظى بتأييد الشعب، مضيفا "اللي يجي على مصر عمره ما يكسب، لأن مصر عمرها ما ظلمت حد، ولا تآمرت على حد". أما سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، قال إن تراجع حزب أردوغان الحاكم، يبشر بقرب استبعاده من المشهد التركي، واصفا نتائج الانتخابات البرلمانية بأنها صفعة جديدة على وجه جماعة الإخوان المسلمين، التي أصبحت في العراء وتعاني من مأزق حقيقي بعد أن ضعفت قوة أردوغان حليفها الأخير. وعربيا، أظهر عبد الخالق عبد الله، المستشار السياسي للشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، فرحا لتراجع نتائج حزب العدالة والتنمية، مؤكدا عبر تويتر أن "تحجيم أردوغان مطلوب، وهزيمة حزبه مرغوب، وتقليص سيطرتهما على المشهد السياسي التركي يصب في صالح الدولة الديمقراطية العلمانية الحديثة في تركيا". أردوغان مخدش السلم معاه؟ وردا على هذه الشماتة، كتب الصحفي "أحمد حسن الشرقاوي" عبر تويتر يقول: "ليس من حق الطغاة ومن يؤيدونهم الحديث عن نتائج الانتخابات الديمقراطية في تركيا.. اتنيلوا وخليكم في خيبتكم". وفي السياق ذاته قال خليل العناني أستاذ العلوم السياسية "السلطويون العرب يشمتون في حزب العدالة والتنمية التركي، رغم أنه الفائز الأول بالانتخابات.. حالتهم صعبة قوي.. أنتم آخر من يتكلم عن الانتخابات لأن فاقد الشيء لا يعطيه".