أحيا المئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في الأردن اليوم الذكرى 48 لحرب (1967) والمعروفة باسم "نكسة حزيران"، في مهرجان أقامه حزب جبهة العمل الإسلامي "الذراع السياسي للجماعة" في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين "شرقي العاصة عمّان". وفي المهرجان الذي حمل عنوان "حق العودة بين النكبة والنكسة" ألقيت كلمات حماسية اعتبر فيها أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود، وعضو مجلس شورى الجماعة حمزة منصور أن التمسك بحق العودة ومقاومة الاحتلال الصهيوني ومقاطعة منتجاته وبضائعه هو الطريق الأوحد لتحرير فلسطين. وأكد منصور في كلمته على ضرورة مقاطعة البضائع الصهيونية، لافتًا أن المقاومة والجهاد سيمكنان الشعوب من دحر المحتل وصناعة أمجاد التحرير، والخلاص من استبداد الاحتلال. واعتبر الزيود أن اتفاقيات السلام التي وقعتها البلدان العربية مع إسرائيل "مصر، السلطة الفلسطينية، الأردن" تفتقر إلى الشرعية الدينية والشعبية. وقال إن المفاوضات لا تعيد الأوطان وهي مضيعة للوقت وقد فرطت بحقوق الشعب الفلسطيني.
وتخلل المهرجان الذي تنوع حضوره بين الأطفال، وكبار السن، والنساء، فقرات شعرية وأناشيد تدعو لمقاومة إسرائيل. ورفع المشاركون في المهرجان الأعلام الأردنيةوالفلسطينية وشعارات جماعة الإخوان، وألصقت على مداخل المخيم لافتات كُتب على بعضها "تحرك خطوة لأجل الأقصى"، و"قاطع من أجل نكستنا"، و"قاطع فدعمكم لهم يهدم طريق عودتنا"، و"قاطع المنتجات الإسرائيلية - كلنا المقاومة". وسبق المهرجان بساعات مسيرة للشبان في أرجاء المخيم والتجوال على محاله التجارية في حملة تدعو لمقاطعة البضائع الإسرائيلية، وزعوا فيها ملصقات تدعو للمقاطعة شارحين حجم تأثيرها على الاقتصاد الإسرائيلي، ومعتبرين أن المقاطعة سلاح هام إلى جانب المقاومة لإنهاء الاحتلال. وكان عشرات الفلسطينيين شاركوا أمس الخميس في قطاع غزة، بمسيرة لإحياء ذكرى حرب النكسة، نظّمتها قوى يسارية، وهي (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني، والمبادرة الوطنية الفلسطينية، وحزب فدا)، أمام مقر برنامج الأممالمتحدة الإنمائي (UNDP)، رددوا خلالها هتافات تندد ب"استمرار الاحتلال الإسرائيلي". وأصيب اليوم الجمعة عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق، إثر تفريق الجيش الإسرائيلي لمسيرة مركزية نظمتها لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية ببلدة قريوت، قرب نابلس، شمال الضفة الغربية، إحياءً لذكرى (النكسة).
وبحسب مراسل الأناضول فقد استخدم الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي لتفريق المسيرة، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق، عولجت ميدانيًا، فيما رشق الشبان قوات الاحتلال بالحجارة، وأعادوا قنابل الغاز تجاهها. ويحيي الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج في الخامس من حزيران/ يونيو من كل عام ذكرى حرب 1967، حيث شنّ سلاح الجو الإسرائيلي هجومًا مباغتًا على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء، ما أدى إلى اندلاع "شرارة حرب الأيام الستة" كما تسميها إسرائيل، أو ما عُرفت عربيًا ب"النكسة". وخلال تلك الحرب احتلت إسرائيل الضفة الغربية، وقطاع غزة، وسيناء، والجولان، وامتدت من 5 إلى 10 يونيو/ حزيران، وأدت إلى مقتل نحو 20 ألف عربي و800 إسرائيلي، وتدمير 70 -80% من العتاد الحربي في الدول العربية، مقابل 2- 5% في "إسرائيل"، وفق إحصائيات إسرائيلية. وترتب على "النكسة" وفق إحصائيات فلسطينية تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربيةالمحتلة، وقطاع غزة، معظمهم نزحوا إلى الأردن، ومحو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس، والضفة الغربيةالمحتلة. وأدت حرب 67 إلى فصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنية، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بمبدأ "الأرض مقابل السلام"، الذي ينص على العودة لما قبل حدود الحرب، لقاء اعتراف العرب بإسرائيل.