أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق، إثر تفريق الجيش الإسرائيلي لمسيرة مركزية نظمتها لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية ببلدة قريوت، قرب نابلس، شمال الضفة الغربية، إحياءً للذكرى ال48 لاحتلال إسرائيل للضفة الغربية، والقدسالشرقية، وقطاع غزة، ومناطق من دول عربية (النكسة). وأوضح مراسل الأناضول أن المسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة، بمشاركة قيادات ونشطاء وأهالي، من مسجد بلدة قريوت باتجاه أراض فلسطينية مهددة بالمصادرة لصالح مستوطنات إسرائيلية، رافعين الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بهتافات منددة بالسياسة الإسرائيلية، والاستمرار في التوسع الاستيطاني. واستخدم الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي لتفريق المسيرة، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق، عولجت ميدانيا، فيما رشق الشبان قوات الاحتلال بالحجارة، وأعادوا قنابل الغاز تجاهها. وقريوت بلدة فلسطينية تقع إلى الجنوب من نابلس، تتعرض لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي، وتغلق إسرائيل مدخلها الرئيسي، فيما تسيطر أربع مستوطنات على آلاف الدونمات الزراعية فيها. ويحيي الشعب الفلسطيني في الخامس من حزيران/يونيو من كل عام ذكرى حرب 1967، حيث شنّ سلاح الجو الإسرائيلي هجوما مباغتا على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء، ما أدى إلى اندلاع "شرارة حرب الأيام الستة" كما تسميها إسرائيل، أو ما عُرفت عربياً ب"النكسة". وخلال تلك الحرب احتلت إسرائيل الضفة الغربية، وقطاع غزة، وسيناء، والجولان، وامتدت من 5 إلى 10 يونيو/حزيران، وأدت إلى مقتل نحو 20 ألف عربي و800 إسرائيليا، وتدمير 70 -80% من العتاد الحربي في الدول العربية، مقابل 2- 5% في "إسرائيل"، وفق إحصائيات إسرائيلية. وترتب على "النكسة" وفق إحصائيات فلسطينية تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربيةالمحتلة، وقطاع غزة، معظمهم نزحوا إلى الأردن، ومحو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس، والضفة الغربيةالمحتلة. وأدت حرب 67 إلى فصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بمبدأ "الأرض مقابل السلام"، الذي ينصّ على العودة لما قبل حدود الحرب، لقاء اعتراف العرب بإسرائيل.