أكد رئيس جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أكنجي، اليوم الخميس، إمكانية التوصل إلى حل مقبول بشأن الجزيرة القبرصية خلال الشهور القليلة المقبلة. وأعرب مصطفى أكنجي - في تصريحات للصحفيين بمقر الأممالمتحدة عقب انتهاء اجتماعه مع الأمين العام للمنظمة الدولية - عن رضاه التام إزاء الأجواء الإيجابية التي تميز بها الاجتماع مع بان كي مون، مؤكدًا أن هناك أجواءً إيجابية داخل مبني المنظمة الدولية بشأن المضي قدمًا في المفاوضات مع القبارصة الروميين وأن هذه الأجواء هي السائدة في قبرص حاليًا. وأردف أكنجي قائلًا: "لقد أنهيت توًا اجتماعي الأول منذ انتخابي في أبريل/نيسان الماضي، مع الأمين العام للأمم المتحدة، وشهدت بنفسي في الاجتماع نفس الروح الإيجابية السائدة في قبرص، وأعتقد أن هذا المناخ الإيجابي سيقربنا إلى موقف أفضل في الجزيرة، بحيث لا تواجه الأجيال المقبلة نفس المآسي التي واجهتها الأجيال الماضية". وأضاف: "هذا هو ما نصبوا إليه وما نسعى إلى تحقيقه، خلق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة في جزيرتنا، بما في ذلك القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، نحن نتطلع إلى مفاوضات مثمرة لكي نحسن من مستوى الحياة اليومية لجميع سكان جزيرة قبرص". ومضي أكجي قائلًا: "إن هناك التزامًا من شعبي بالوصول إلى حل دائم وقابل للحياة، وسوف نمضي في هذا المناخ الإيجابي، وإنني على قناعة تامة بأنه يمكن التوصل إلى حل مقبول من الطرفين خلال الشهور- وليس السنوات- القليلة المقبلة، إنني سأغادر هذا المبني (يقصد مقر المنظمة الدولية في نيويورك) ويحدوني الأمل في إيجاد حل إيجابي في الشهور المقبلة". وردًا على سؤال بشأن توقعاته بالنسبة لنتائج الانتخابات المزمع إجراؤها في تركيا- يوم الأحد المقبل - على المفاوضات مع القبارصة الروم، قال رئيس جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أكنجي "إنني لا أعرف نتائج انتخابات تركيا المزمع إجراؤها الأحد المقبل فهذا شأن داخلي، ولكن أعتقد أن أي حكومة سيتم تشكيلها، ستكون ملتزمة وداعمة بشكل كامل للمفاوضات السياسية، وسوف تقدم مساهمات إيجابية في هذا الصدد، إن ما نحتاجه فعليًا هو أن نرى أن الروميين يتعافون مما يواجهونه بأسرع ما يمكن". وشدد مصطفى أكنجي على أهمية تناغم جهود ومساهمات جميع الأطراف المعنية بالمشكلة القبرصية من أجل التوصل إلى حل، ووصف ذلك قائلًا: "إنها مثل رقصة التانجو، لا يمكن أن تتم إلا بلاعبين اثنين، نحن بحاجة إلى الطرف الآخر، حتي تكتمل رقصة التانجو، نريد المساهمة ليس فقط من اللاعبين الأساسيين بل أيضًا من اليونانيين، والمنظمات الأهلية والشركاء الدوليين، نريد كل مساهمات الجميع، بحيث تكون مساهمات متوافقة ومتناغمة حتى يمكن السير معًا يدًا بيد نحو الحل". وأشار رئيس جمهورية شمال قبرص التركية إلى "التزام الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص إلى قبرص "اسبن بارث إيدي" بالانخراط في الحل السلمي والمساعدة في التوصل لحل للمشكلة القبرصية". وحول الاجتماع المزمع عقد يوم 17 يونيو/حزيران الجاري مع زعيم قبرص الرومية نيكوس أناستاسيادس، قال مصطفي آكنجي: "نحن نتحدث عن قضايا تم الاتفاق عليها منذ البداية وهناك فهم متبادل من الجانبين بأن قضايا مثل الأراضي والضمانات تأتي في نهاية المفاوضات، ولذلك فلن نناقش موضوع الأراضي يوم 17 يونيو/حزيران". تجدر الإشارة إلى أن جزيرة قبرص تعاني من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ عام 1974، وفي عام 2004 رفض القبارصة الروم خطة الأممالمتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة.