"وكأنها رواية ما قبل النوم" أو لقطة في فيلم أبيض واسود، مختصرها أن "شابًا" و"عمه"، كانا طرفين في تغيير المشهد السياسي بمصر، أحدهما شارك بفاعلية في إسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي وتغيير نظام بأكمله جاء عقب ثورة 25يناير، والثاني يسعي جاهدًا في مقاومة الوضع الذي نشأ عن "تمرد" ابن الأخ، والذي أدى إلى بحسب الأخير إلى الانقلاب على أهداف الثورة. "محمود بدر"، مؤسس حملة تمرد، من شبين القناطر محافظة القليوبية ذات الميول الناصرية، ينتمي لأسرة ميسورة الحال، عمل صحفيًا بعدد من الصحف المصرية كان آخرها جريدة "الصباح" الذي يرأس تحريرها الإعلامي وائل الإبراشي قال زملاء مقربون له إن مرتبه كان لا يكفيه لنهاية الشهر. أسس "بدر" حملة "تمرد" 26 أبريل 2013، انضم إليها عدد كبير من الشباب المتطوعين الرافضين لحكم جماعة ""الإخوان المسلمين" وزادة شعبيتها، وفي 30يونيو قادت المظاهرات التي طلبت برحيل الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة استغلها المجلس العسكري وفرض "خارطة طريق" في 3يوليو. أصبح بدر يمتلك من السيارات الفاخرة والقصور العالية ما يجبر عارفيه للتساؤل.. من أين لك هذا؟.. زد على ذلك قطع أرض بمنطقة القناطر الخيرية لإنشاء مصنع، وبيع منتجاته لطلاب المدارس "البسكويت" كمنحة له حتى جاء خبر حفل زفافه بفندق "الماسة" الذي تكلف ما يقرب من 500 ألف جنيه حضره سياسيون، وإعلاميون، ورجال أعمال، وممثلون عن الجيش والشرطة والحكومة ليؤكد بما لا يدع مجال للشك ما ذهب إليه منشقو الحركة بأنها ممولة. قال منشقون عن "تمرد" من بينهم الناشطة غادة محمد نجيب، إن "الحملة تديرها المخابرات خلف الستار وهو ما يفسر رئاسة العسكري عبدالفتاح السيسي للبلاد، وهو الأمر الذي تم إثباته عبر التسريبات المنسوبة لمكتب عباس كامل والتي تظهر دعم دولة الإمارات للحملة". أما عمرو بدر، العضو المؤثر المنشق من "التيار الشعبي"، اعتراضًا على المواقف الأخيرة لحمدين صباحي، ومؤسس حملة "البداية" التي تهدف لإسقاط ما ترتب على الوضع الذي كان سببًا فيه نجل أخيه محمود بدر. "بداية".. دشنها شباب ثوري، آملين أن تكون وعاء يجمعهم من جديد بعدما فرقتهم الأحداث ومنعهم غياب السجون، وأن تكون بداية لتحقيق أهداف الثورة ونهاية للفساد والظلم والدكتاتورية. وقال بدر، إن "الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يمثل ثورة يناير، ومصر عادت إلى ما قبل 25 يناير 2011"، وأضاف، أنه تفاجأ بما حدث عقب 30 يونيو واختطاف الثورة، مشيرا إلى أن سبب دعم بعض أعضاء "تمرد" للسيسي هو النفوذ والمصالح والسذاجة. وبسؤال "المصريون" لعمرو بدر منسق جملة بداية عن "قصة الولد وعمه"، أبدى تحفظه عن الحديث حول هذا الأمر ووصفه بأنه مخابراتي. وقال منسق "بداية", إن الحملة "ليست جهة مخابراتي مثل "تمرد" وأهم يعملون على توحيد أهداف الثورة 25يناير التي يؤمن بها الجميع، بدولة العدل والمساواة والكرامة الإنسانية, ونختلف مع النظام القائم في جميع سياساته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية اتجاه الشعب المصري التي لا تحقق أهداف الثورة". وأوضح "أن الحملة سوف تجمع الإخوان المسلمين والقوية الثورية في كيان واحد"، وتابع: "نريد دولة مدنية تحترم حقوق الإنسان وتبعد الفاسدين عن الدولة, لا أن يسترجع النظام كل رجال مبارك ويستعين بهم في الحكم". وأكمل بدر: "نحن مع الشعب المصري وسوف نزل الشارع ونسترجع ثورة 25يناير نوحد القوى الثورية تحت راية واحد "عيش حرية عدالة الاجتماعية". وقال محمد نبيل عضو المكتب السياسي لحركة "6أبريل"، إن "تمرد كانت تمول من جهات مخابراتية ولها أهداف كنت تحقق على ارض الواقع بمساعدة العسكر، لكن حملة "بداية " حملة شريفه ومحترم وعمرو بدر من الشخصيات النبيل العاقلة والتي تريد تحقيق أهداف ثورة 25يناير". وأضاف مبديًا رأيه في الحملة، "ليست إخوانية ولا سيساوي وإنما هي حملة لتحقيق أهدافه الثورة الحقيقة؛ وهى "عيش حرية عدالة الاجتماعية"، موضحًا أن "الحملة ليست ممولة من جهات إخوانية أو مخابراتية وإنما هي عبر عن مجموعة من النشطاء الشرفاء الذين يريدون مصلحة الشعب".