تواجه جماعة الإخوان المسلمين، تضيقًا شديدًا من جانب النظام الحاكم حاليًا فتم حل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة وتم تصنيف الجماعة بأنها إرهابية، بالإضافة إلى اعتقال عدد كبير من كوادرها ومصادرة أموال قيادات الجماعة، فخرج عدد كبير من الإخوان المسلمين وتوجهوا إلى دول عربية وتوجه عدد آخر منهم إلى دول أوروبية وخلال تواجدهم فى هذه الدول وبالتنسيق مع بعض قيادات التنظيم الدولى للإخوان حاولت الجماعة التواصل مع مراكز القوى فى هذه الدول الأوربية وإرسال رسائل عن الشأن الداخلى فى مصر وقد حققت جماعة الإخوان المسلمين نجاحات متتالية أوشكت على جنى ثمارها من خلال عدم رغبة بعض الدول الأوربية من إستقبال السيسى على أراضيها وعلى رأسهم بريطانيا وبلجيكا والنمسا، وذلك بسبب بعض أحكام الإعدام الجماعية ضد قيادات جماعة الإخوان التى تحدث لأول مرة فى مصر . هذا بجانب انتقاد المنظمات الحقوقية الدولية للوضع الإنسانى فى مصر بعد زيادة عدد المعتقلين فى السجون, واستعانت جماعة الإخوان بمحامين دوليين لإقامة مؤتمرات حقوقية فى كل من جنيفوفرنسا، للحديث عن الأحكام القضائية التى صدرت ضد الرئيس المعزول محمد مرسى، وعدد من قيادات الإخوان كما كلفت واستعانت بالمحامى الدولى جيل دو فير، فى مؤتمر حقوقى دولى للحديث عن المحاكمات التى يحاكم فيها، وأعلن دو فير تقدمه بشكوى للمقررين الخاصين بحقوق الإنسان بالأمم المتحدة تتضمن إعادة محاكمة الرئيس المعزول, يأتى هذا بالتزامن مع تقديم 3 منظمات دولية وهم منظمة الائتلاف الأوروبى لحقوق الإنسان ومنظمة "افدى الدولية" ومؤسسة "صوت حر"، بشكوى إلى المقرر الخاص داخل مجلس حقوق الإنسان، تقدموا فيها بتقارير تتعلق بالقضايا التى يحاكم فيها الإخوان. وفى نفس السياق، أعلن ائتلاف أوروبى يدعى "ائتلاف الدفاع عن الديمقراطية بباريس" عن تنظيم مؤتمرات بالعاصمة الفرنسية بحضور عدد من المحامين الدوليين بجانب قيادات من جماعة الإخوان لتقديم تقارير للأمم المتحدة حول المحاكمات الظالمة, ويرى خبراء أن علاقات جماعة الإخوان الممتدة عبر التنظيم الدولى مع تحركات لتنظيمات موازية ساهم فى تكوينها الإخوان أدت إلى تغيير موقف بعض القادة الأوروبيين من تأييد نظام السيسى فى مصر لا سيما وأن معيار حقوق الإنسان يعتبر مهمًا بالنسبة لدول أوروبا فى التعامل مع دول العالم الثالث، وعليه لم يقم السيسى بزيارة العديد من الدول الأوروبية واقتصرت زياراته على بعض الدول الأوروبية فقط مثل فرنسا وإسبانيا ولم يقم بزيارة دول أوروبية كثيرة على رأسها بريطانيا وبلجيكا والنمسا والنرويج والدنمرك وذلك بسبب الضغوط الإخوانية فى تلك الدول الأوروبية. وفى إطار ذلك رصدت "المصريون" أراء السياسيين فى أسباب عدم زيارة السيسى لمعظم الدول الأوروبية حتى الآن والضغوط التى يسببها إخوان الخارج للسيسى ونظامه فى الخارج الأوروبى . حبيب: عنف الدولة تجاه خصومها السياسيين عبر الإعدامات سهل مهمة الإخوان فى إظهار مساوئ النظام فى البداية أوضح الدكتور كمال حبيب الباحث السياسى فى شئون الجماعات الدينية، أن الدول الأوروبية التى لم يقوم الرئيس السيسى بزيارتها لم تكن مطروحة على أجندة الزيارات, كما أنه ليس من المفترض أن يزور رئيس الجمهورية جميع الدول والتى غالبا ما تكون زيارتها من أجل حضور مؤتمرات او بناء على دعوات منها . واضاف حبيب، وبالرغم من ذلك فإن تقارير المنظمات الحقوقية الدولية مثل منظمة العفو الدولية وغيرها لها تأثير كبير على علاقات الدول الأوروبية بدول العالم الثالث ومنها مصر لا سيما بريطانيا التى تهتم بدرجة كبيرة بالجانب الحقوقى مما أوجد حالة من الفتور بين النظام الحالى فى مصر ومنع وجود لقاء رسمى بين الدولتين نتيجة اعتراض بريطانيا على الأوضاع الحقوقية وكثرة عدد حالات الإعدامات فى مصر بدرجة غير مسبوقة. وأشار حبيب، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تلعب الدور الأساسى فى إظهار الوضع الحقوقى السيئ فى مصر فالواقع يؤكد أن هناك حالات إعدامات تتم بشكل جماعى كما حدث فى قضية وادى النطرون من إحالة أوراق 102 مواطن للمفتي, فهذا أمر لم يكن فى تقاليد الدولة المصرية التى باتت تستخدم العنف فى مواجهة خصومها السياسيين ومواشرات هذا العنف يكمن فى اغرتفاع عدد المعتقلين وإحالة أوراق عدد كبير منهم للإعدام. فمصر تعرف أنها لم تتعد مستوى معين للإعدام منذ حكم الرئيس عبد الناصر الذى حكم على 6 بالإعدام وتم العفو منهم عن ثلاثة وإعدام الباقين منهم سيد قطب وفى عام 81 تم الحكم على 5 مواطنين وما يحدث الأن هو اختلال ميزان حقوق الإنسان مما سيؤدى إلى وجود غضب أوروبى وعالمى من مصر فبعض الدول مثل بريطانيا على وجه الخصوص تستطيع ان تفرق بين الجماعات التى تمارس العنف مثل بيت المقدس والجماعات الأخرى التى لم يكن العنف فى منهجها ولم يكن طريق لتحقيق أهدافها مثل جماعة الإخوان المسلمون مما يدعم تحركاتهم لتقليب الأنضمة الدولية على حكم الرئيس السيسي. ماهر: الإخوان تعمل بشكل منظم وفعال ونجحت فى تأليب الدول الأوروبية على نظام السيسي من جانبه يقول أحمد ماهر، أمين الشباب بحزب الوسط، إن النظام الحالى بكل ما يفرضه من قيود على كل منافذ وأبواب الحرية من خلال تقييد الأحزاب والعمل السياسى فى مصر, فهو بذلك يسهل عملية محاصرته دوليًا وتوجيه النقد الدولى مما يعجل بسقوطه . وأضاف ماهر، أنه حتى الدول الأوروبية التى تتعامل مع النظام المصرى الحالى تفرض شروطها وتقدم مصلحتها وشعبها أولا وذلك مثل روسيا التى تسعى لخلق نفوذ فى الشرق الأوسط وفرنسا التى استفادت من صفقة بيع عدد من الطائرات وغيرها من الدول التى يكون تحركها بهدف المصلحة وليس المصالحة . وأكد ماهر، أن تنظيم جماعة الإخوان يتحرك بقوة فى الشأن الخارجى ونجح مع غيره من التنظيمات الأخرى والتى يكون للإخوان أعضاء بها مثل المجلس الثورى وتحالف دعم الشرعية والبرلمان الموازى بجانب التحركات الفردية من بعض المحامين الدوليين فى جعل الدول الأوروبية والمنظمات العالمية تنتقد النظام الحالى وبعضها لا يستطيع السيسى زيارتها مثل بريطانيا وبلجيكا والنمسا وغيرها من الدول الأوروبية. فالبرلمان الألمانى والذى يمتلك شعبية وتأييدا واسعا فى ألمانيا يرفض لقاء السيسى خلال زيارته المنتظرة لألمانيا. وأشار ماهر، إلى أن تحركات الإخوان المسلمين إعتمدت على إظهار الحقائق للمجتمع الدولى جراء أحكام الإعدام الجائرة فى مصر وبيان الانتهاكات التى تقوم بها الشرطة بحق المواطنين عبر القنوات الإعلامية والحقوقية المختلفة مما خلق سخطا دوليا كبيرا على السيسي. وذكر أمين عام الشباب بحزب الوسط، أن غالبية زيارات السيسى الأوربية كانت للدول التى يعانى إقتصادها من خلل مثل قبرص واليونان والبعض لضمان ولائها له عبر مصالح مثل فرنسا والبعض الآخر كانت توصفه الصحف الرسمية بغير الديمقراطى كما حدث فى إسبانيا, كما أن السيسى لم يقم بزيارة دول كبرى مثل الولاياتالمتحدة بشكل رسمي، ولم يزر أيضا بريطانيا والتى يبرز فيها تحركات جماعة الإخوان بقوة. حمدان: الإخوان نجحت فى تغيير آراء معظم القادة الأوروبيين تجاه السيسي ومن جانبه قال مجدى حمدان المحلل السياسى والقيادى السابق بجبهة الإنقاذ، إن جماعة الإخوان استطاعت أن تمنع السيسى من زيارة بعض الدول وعلى رأسها بريطانيا فتحركات الإخوان قد نجحت أيضا فى حشد الرأى العام الألمانى ضد السيسى والذى عبر عنه رئيس البرلمان الألمانى برفضه لقائه مع وجود مطالبات شعبية للمستشارة أنجيلا ميركل بمنع زيارة السيسى لألمانيا . كما أن الإخوان أيضًا قد يكونوا قد نجحوا فى تغيير وجهة نظر بعض القادة الأوروبيين عن نظام السيسى حتى وإن لم يكونوا الغالبيه, فالبعض منهم لديه تخوف خاصة وأنهم لا يتعاملون من منطلق الثورات وإنما يكون معيارهم فى التواصل مع الدول هو صندوق الإنتخابات وهو ما عانى منه السيسى لفترة كبيرة بعد الإطاحة بمرسى . صادق: الإخوان تتحرك فى الدول الأوروبية طبقا للمصالح ولن تستطيع إدانة السيسي وفى سياق مخالف يرى سعيد صادق المحلل السياسي، أن الإخوان المسلمين لم يصلوا إلى مرحلة تمكنهم من محاصرة الرئيس السيسى خارجيًا ومنعه من زيارة بعض الدول الأوروبية وإلا لما كانت هذه الدول دعمت السيسى ولا قبلت بوجوده . وأضاف صادق، أن موقف الدول الأوروبية من جماعة الإخوان مبنى على المصالح والمنفعة المتبادلة لا سيما وأن غالبية الدول الأوروبية حتى التى لم يزرها الرئيس السيسى حضرت إلى المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ وعلى رأسهم بريطانيا فزيارة الدول لا بد ان تكون لهدف معين ومعلن. وأشار صادق، إلى أن العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وبريطانيا تتسم بالقوة منذ عهد جمال عبد الناصر وهم دائمًا ما يلجأون إليها وإلى الدول التى تدعمهم مثل تركيا وقطر إلا أنهم ليس بالقوة التى تسيطر على سياساتهم العليا وأنما هم يعملون فى إطار مصالح هذه الدول . فغالبية المستثمرين الذى جاءوا إلى مصر فى المؤتمر الاقتصادي، كانوا من بريطانيا مما يؤكد وجود علاقة جيدة بين الدولتين, لا سيما أن المظاهر شىء والواقع شيء آخر. وأضاف صادق، أنه من مصلحة بريطانيا أن يكون معها جميع الأدوات السياسية فهى تتمتع بعلاقة طيبة بكلا الطرفين نظام السيسى والإخوان فمنظمات المجتمع المدنى والحقوقى مهمتها هى إعداد التقارير ونشرها إعلاميًا أما تطبيقها والأخذ بها فهو أمر إختيارى فهذه المنظمات تصدر تقارير تدين إسرائيل إلا أن المجتمع الدولى لا يطبق أو يسمع لأى شيء ينتقد إسرائيل فمنظمات حقوق الإنسان تعمل بغطاء المصالح.