فى مقالى بالأمس نشرت بعض الوقائع التى حدثت داخل قطاعات ماسبيرو تعليقاً على التصريحات التى أدلى بها الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء إفتتاحه لتجديدات الترسانة البحرية بالأسكندرية والتى طالب فيها بعودة قيم العمل ومحاربة الفساد بكل أشكاله،وقوله : "حين يتولى الأمر فاشل.. ويوجد فساد.. مجاملة وتلاعب في الموازنات.. عدم تطوير .. إذًا ماذا سنترك لأولادنا إذا صمتنا على هذا الفساد؟.) وقلت إن أكثر ما أعجبنى فى تصريحات الرئيس أنها جاءت بعد أيام قليلة من التصريحات الصادمة التى أدلى بها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء وأعلن فيها أن الحكومة نجحت تماما فى القضاء على الفساد المالى !!! .. وقلت للرئيس أيضاً: أنا أشعر بصدق كلماتك ولكن إسمح لى أن اٌقول لك إن مواجهة الفساد تكون بالإجراءات والقرارات وليس بالتصريحات وحسن النيات . واستكمالاً للحديث والكشف عن عدد من وقائع الفساد الصارخة والإستيلاء والإهدار العمدى للمال العام أهدى سيادة الرئيس بعض ما كشفه تقرير رسمى أصدره الجهاز المركزى للمحاسبات والخاص بفحص القوائم المالية الدورية للشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" ، والذى كشف عن مفاجأة مدوية تتمثل فى إهدار أكثر من 185 مليون دولار تعادل حوالى مليار و300 مليون جنيه فى عدة مخالفات منها ضياع 27 مليون دولار تكلفة شراء وهمى لجزء من أراضى إتحاد الاذاعة والتلفزيون وإهدار 55 مليون دولار مديونيات مهملة ، إلى جانب 40 مليون دولار تمثل تكلفة استثمارية مهدرة بالقمر الصناعى الثالث "نايل سات 201" ومخالفات أخرى كثيرة كشفها التقرير وسوف أنشر تفاصيلها الكاملة خلال الأيام القادمة . وعلى صعيد المكافآت والبدلات، كشفت تقارير آخرى لجهاز المحاسبات عن التوسع في صرف المكافآت وبدلات حضور اللجان، وكذلك وجود مبالغ لم يتم تحميلها على حساب الأجور، ويتم تحميلها على المستلزمات الخدمية والسلعية، وأوضحت التقارير الرسمية أن قيمة هذه البدلات بلغت 132.426 مليون جنيه تمثلت في مزايا عينية للعاملين وحوافز وبدلات حضور اللجان فى عام واحد فقط . وبمناسبة الحديث عن الأجهزة الرقابية أهديك ياسيادة الرئيس واقعة محددة تتعلق بقيام أحد القيادات الحالية فى ماسبيرو والتى كان يوجد عليها إعتراضات ومخالفات قانونية وإدارية تمنع تعيينها فى المنصب رفيع المستوى , وتم تقديم كل هذا بالمستندات إلى إحدى هذه الجهات , وفجاة تم حفظ التحقيقات فى القضية وسط دهشة وصدمة الكثيرين .. هل تعرف السبب ياسيادة الرئيس ..السبب ان أحد العاملين مع هذه المسئولة تدخل لدى أحد أقاربه لحفظ التحقيقات وكان المقابل منحه منصب مهم للغاية وما يزال مستمراً فيه حتى الآن . وبمناسبة الحديث عن بعض هذه الأجهزة المسماة رقابية أهدى للسيد الرئيس نص رسالة وصلتنى من إحدى الإعلاميات القديرات داخل ماسبيرو قالت فيها وبالحرف الواحد ودون أدنى تدخل من جانبى : (الرئيس السيسي يؤكد فى كل خطاب على أهميه محاربة الفساد ولكن القيادات والمسئولين المسنودين فى التليفزيون المصري باقون فى مناصبهم لأساب كثيرة منها إستضافة المسئولين فى الجهات الرقابيه فى البرامج للحديث عن محاربه الفساد !! وبهذه الطريقة يتم غلق ملفات الفساد في ماسبيرو ويحل بدلا منها تقارير مضروبة لتلميع المسؤلين بالتليفزيون والتجديد لهم وما زال الصراع مستمراً برغم آلاف الشكاوى من العاملين بالتلفزيون المصري للنيابة الإداريه والنائب العام ضد القيادات المستمرة فى مناصبها فى تحد صارخ وسافر للقانون ) . واسمح لى أن أسألك ياسيادة الرئيس : هل تعرف أن رئيس إحدى القنوات الحاليين قام بتعيين زوجته مشرفة على أحد البرامج مرتين أسبوعياً مقابل 1200 جنيهاً فى الحلقة الواحدة أى 9600 جنيها فى برنامج واحد شهرياً رغم أنها لا تحضر إلا نادراً وليس لها علاقة من قريب أو بعيد بما يذاع فى البرنامج . ؟ وهل تعلم سيادتك أن السبب وراء (الطرمخة ) على ذلك استمرار إرسال (حلل المحشى وبجانبها ما لذ وطاب من أصناف الأكلات الفاخرة ) إلى مكتب مسئول رفيع المستوى داخل المبنى ؟ !!! ياسيادة الرئيس : كل التقدير والإحترام لتصريحاتك ولكننى أتمنى من كل قلبى أن تترجم إلى قرارات بدلاً من مجرد تصريحات وإلى إجراءات بعيداً عن الشعارات , وأتمنى أن تطلب تقارير الأجهزة الرقابية (الحقيقية وليست المضروبة ) ووقتها ستتأكد أن ما تعرفه سيادتك ليس إلا نقطة فى بحر فساد ماسبيرو . الوقائع كثيرة والملف لا يزال مفتوحاً !!!!.